إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم}

          ░21م▒ هذا (بابٌ) بالتنوين في قوله تعالى: ({لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}) اسم «ليس» قوله: {شَيْءٌ} وخبرها: {لَكَ} و{مِنَ الأَمْرِ}: حال من {شَيْءٌ} لأنَّها صفة مقدَّمة ({أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ}) عطف على {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ}[آل عمران:127] {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} اعتراضٌ بين المعطوف والمعطوف عليه، والمعنى: إن الله تعالى مالكُ أمرهم، فإمَّا أن يُهلكهم، أو يَهزمهم، أو يَتوب عليهم إنْ أسلموا ({أَوْ يُعَذَّبَهُمْ}) إن أصرُّوا على الكُفْر‼، ليس لك من الأمر شيءٌ إنَّما أنت عبد(1) مبعوثٌ لإنذارِهم ومجاهدَتهم ({فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}[آل عمران:128]) مستحقُّون للتَّعذيب، وسقطَ لفظ «باب» لأبي ذرٍّ.
          (قَالَ حُمَيْدٌ) الطَّويل ممَّا وصلهُ أحمدُ والتِّرمذيُّ والنَّسائيُّ، ذكره المؤلِّف كلاحقهِ في بيان سبب نزول الآية السَّابقة (وَثَابِتٌ) البُنانيُّ ممَّا وصلهُ مسلم (عَنْ أَنَسٍ) أنَّه قال: (شُجَّ النَّبِيُّ صلعم يَوْمَ أُحُدٍ) في رأسهِ (فَقَالَ: كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ) وهو يدعوهُم إلى الله تعالى؟! (فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}).


[1] «عبد»: ليست في (ص) و(م).