الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: أجود ما كان النبي يكون في رمضان

          ░7▒ (باب: أجود ما كان النَّبيُّ صلعم...) إلى آخره
          قال القَسْطَلَّانيُّ تحت الحديث: لأنَّه شهر يتضاعف فيه ثواب الصَّدقة و(ما) مصدريَّة، أي: أجود أكوانه يكون في رمضان، ثمَّ قال: يحتمل أن يكون زيادة الجود بمجرَّد لقاء جبريل ومجالسته، ويحتمل أن يكون بمدارسته إيَّاه القرآن، وهو يحث على مكارم الأخلاق، وقد كان القرآن له صلعم خُلقًا بحيث يرضى لرضاه ويسخط لسخطه، ويسارع إلى ما حثَّ عليه، ويمتنع ممَّا زجر عنه، فلهذا كان يتضاعف جوده وأفضاله(1) / في هذا الشَّهر، وفي هذا الحديث تعظيم شهر رمضان لاختصاصه بابتداء نزول القرآن ثمَّ معارضة ما نزل منه فيه، وأنَّ ليله أفضل مِنْ نهاره(2)... إلى آخر ما قال.
          قال الحافظ: قال ابن المنيِّر: وجه التَّشبيه بين أَجْوَدِيَّته صلعم بالخير وبين أَجْوَدِيَّة الرِّيح المرسلة أنَّ المراد بالرِّيح ريح الرَّحمة الَّتِي يرسلها الله تعالى لإنزال الغيث العامِّ الَّذِي يكون سببًا لإصابة الأرض الميِّتة وغير الميِّتة، أي: فيعمُّ خيره وبرُّه مَنْ هو بصفة الفقر والحاجة(3) ومَنْ هو بصفة الغنى والكفاية أكثر ممَّا يعمُّ الغيث الناشئة عن الرِّيح المرسلة صلَّى الله تعالى عليه وآله [و]سلَّم. انتهى.
          وكتبَ الشَّيخ قُدِّس سرُّه في «اللَّامع» في (باب: بدء الوحي): قوله: (مِنَ الرِّيح المرسلة) والفضيلة عليها في أنَّها لا تبقي ولا تذر شيئًا أتت عليه، فكذلك كان النَّبيُّ صلعم لا يبقي شيئًا ممَّا هو في مِلْكه. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((وإفصاله)).
[2] إرشاد الساري:3/352
[3] قوله: ((والحاجة)) ليس في (المطبوع).