التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لا يبقى أحد في البيت إلا لد إلا العباس فإنه لم يشهدكم

          4458- قوله: (حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى): أمَّا (عليٌّ)؛ فهو ابن عبد الله بن المَدينيِّ، الحافظ الناقد، وأمَّا (يحيى)؛ فهو ابن سعيد القطَّان، شيخ الحفَّاظ.
          قوله: (وَزَادَ: وَقَالَتْ(1) عَائِشَةُ)؛ يعني: فروى الحديث المذكور قبله باللفظ أو بالمعنى والسند يحيى، وزاد كذا وكذا، والله أعلم.
          قوله: (لَدَدْنَاهُ فِي مَرَضِهِ): (اللَّدود)؛ بفتح اللام: الدواء الذي يُصَبُّ من أحد جانبي الفم؛ وهما لديداه، ولدَدْتُه: فعلتُ ذلك به.
          تنبيهٌ: اعلم أنَّه صلعم لُدَّ يوم الأحد، وتُوُفِّيَ ثاني يوم، يوم الاثنين حين زاغت الشمس، وقد تَقَدَّم متى تُوُفِّيَ من النهار [خ¦64/83-6373]، ويأتي في (الطبِّ) بأيِّ داء تُوُفِّيَ صلعم إن شاء الله تعالى ذلك، وسأذكر في (الطبِّ) بمَ لدُّوه [خ¦5712] _إن شاء الله تعالى_ ومَن أشار به.
          قوله: (كَرَاهِيَةَُ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ): (كراهية): تَقَدَّم مرَّات أنَّها بتخفيف الياء، وأنَّه يقال من حيث اللغة: كراهي [خ¦417]، و(كراهية) في أصلنا: مرفوعة ومنصوبة بالقلم، وكذا في قوله بعده: (كَرَاهِيَةَُ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ)، وإعرابهما ظاهر، أمَّا الرفع؛ أي: هذا منه كراهية، وهو أوجه من النصب، قال أبو البقاء: (الرفع خبر مبتدأ؛ أي: هذا الامتناع كراهية، ويحتمل النصب على أن يكون مفعولًا له؛ أي: للكراهية، ومصدر؛ أي: كرهه كراهيةً).
          قوله: (لَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي الْبَيْتِ إِلَّا لُدَّ إِلَّا الْعبَّاس): قال شيخنا: (فيه مشروعيَّة القصاص فيما يُصاب به الإنسان عمدًا، وفيه أنَّه ◙ ربَّما انتقم لنفسه، ويبقى معنى حديث عائشة: «إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِله بِهَا» [خ¦3560]: أنَّ ما أُصيب به في بدنه قد انتُهكت به حرمة الله، وأنَّ تركَ الانتقام تركُ الأموال)، انتهى، وسأذكر فيه كلامًا في (كتاب الطبِّ)، وهو حسنٌ، نقله شيخنا هناك؛ فانظره [خ¦5712]، والله أعلم.
          تنبيهٌ: ذكر السهيليُّ في أواخر «روضه» _وذكر حديث العبَّاس وأنَّه قال: «لَأَلُدَّنَّه»، فلَدُّوه، وحسبوا أنَّ به ذات الجنب_: (ففي هذا الحديث: أنَّ العبَّاس حضر ولُدَّ مع مَن لُدَّ، وفي «الصحيحين»: أنَّه ◙ قال: «لا يبقينَّ أحد بالبيت إلَّا لُدَّ إلَّا عمِّيَ العبَّاس، فإنَّه لم يشهدكم»، وهذا أصحُّ من رواية ابن إسحاق)، انتهى. /
          قوله: (رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ...) إلى آخره: أمَّا (ابن أبي الزناد)؛ فقد تَقَدَّم مِرارًا أنَّ (أبا الزناد) بالنون، وتَقَدَّم أنَّ ابنَه اسمُه عبد الرَّحمن بن عبد الله بن ذكوان، وتَقَدَّم أنَّ عبد الرَّحمن ليس على شرط الكتاب، وإنَّما علَّق له البُخاريُّ كهذا، وقد تَقَدَّم الكلام عليه [خ¦1172]، و(هِشَامٌ) بعده: هو ابن عروة بن الزُّبَير، والباقي معروفٌ، وأراد بهذا تقوية الحديث، والله أعلم، وتعليق ابن أبي الزناد لم أره في شيء من الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا، ولم يخرِّجه شيخنا.


[1] كذا في (أ) و(ق)، ورواية «اليونينيَّة»: (قالت)؛ بغير واو.