التلقيح لفهم قارئ الصحيح

معلق يونس: يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر

          4428- قوله: (وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ...) إلى آخره: هذا تعليق مجزوم به، و(يونس): هو ابن يزيد الأيليُّ، و(الزُّهريُّ): محمَّد بن مسلم، وتعليق يونس بهذا السند لم يكن في شيء من الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا، ولم يخرِّجه شيخنا.
          قوله: (مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ...) إلى آخره: قال شيخنا: (إنَّه كان نقص من لذَّة ذوقه، قاله الداوديُّ، وليس ببيِّن، كما قال ابن التِّين؛ لأنَّ نقص الذوق ليس بألم)، انتهى، لا شكَّ أنَّه ألم؛ لأنَّا إذا مرضنا؛ نبقى بعض أيام لا نجد للماء طعمًا، فنتألَّم لذلك، وكذا إذا لم يجدِ الشخص طعم الطعام؛ يتألَّم لذلك، ويشكو للناس ذلك، وهو ألمٌ وأيُّ ألمٍ! بقاءُ عدم الذوق للطعام والشراب وذهاب ذوقه إذا لم يحسَّ بشيء من المذاق؟ وهي الخمسة: الحلاوة، والمرارة، والحموضة، والملوحة، والعذوبة، و(المَذَاق)؛ بفتح الميم، وتخفيف الذال المعجمة، وبالقاف.
          قوله: (فَهَذَا أَوَانَُ [وَجَدْتُ] انْقِطَاعَ أَبْهَرِي): قال الدِّمْياطيُّ: (الأبهر: عِرق مستبطِنٌ القلب، «هذا أوانَ»؛ بفتح النون على الظرف، وبُنِيَت على الفتح؛ لإضافتها إلى مبنيٍّ؛ وهو الفعل الماضي؛ لأنَّ المضاف والمضاف إليه كالشيء الواحد، ورُوِيَ بالرفع على أنَّه خبر «هذا»)، انتهى.
          وقد أَخذ هذا الكلام من القاضي عياض أو ابن قُرقُول، قال ابن قُرقُول: («فهذا أوانَُ وجدتُ انقطاعَ أبهَري»؛ أي: حين وجدته ووجدتُ تأثيرَه ووقت وجدته، والأَوان: الزمان والوقت، مفتوح الهمزة، وضبطنا في النون الوجهين الفتح [على الظرف] والضمَّ على خبر المبتدأ؛ [فأمَّا ضمُّه؛ فعلى](1) إعطائِه حقَّه من الرفع، و[وجه] النصبِ؛ فعلى(2) الظرف، والبناء لإضافته إلى مبنيٍّ؛ وهو الفعل الماضي؛ لأنَّ المضاف والمضاف إليه كالشيء الواحد، وهو في التقدير: مرفوع بخبر المبتدأ)، انتهى.
          قال الجوهريُّ: (الأبهَر: إذا انقطع؛ مات صاحبه، وهما أبهران يخرجان من القلب، ثُمَّ يتشعَّبُ منهما سائر الشرايين، ثُمَّ أنشد بيتًا).
          قوله: (مِنْ ذَلِكِ(3) السُّـَـِمِّ): (ذلكِ)؛ بكسر الكاف؛ لأنَّه خطابٌ لمؤنَّث، و(السُّـَـِم): تَقَدَّم أنَّه مثلَّث السين، الفتح أفصح، ويليه الضمُّ، وأردؤها الكسر [خ¦51/28-4089].
          فائدةٌ: روى الإمام أحمد في «المسند» عن عبد الرزَّاق، عن سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرَّة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: (لأَنْ أحلفَ تسعًا أنَّ رسول الله صلعم قُتِل قتلًا؛ أحبُّ إليَّ أن أحلف واحدة أنَّه لم يُقتَل، وذلك بأنَّ الله ╡ جعله نبيًّا، واتَّخذه شهيدًا، قال الأعمش: فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: كانوا يُرَون أنَّ اليهود سمُّوه وأبا بكر ☺)، ثُمَّ ذكره عن شيخ له آخر عن سفيان عن الأعمش، ثُمَّ ذكره عن شيخ آخر عن الأعمش باختصار قول إبراهيم.
          تنبيهٌ: التي(4) سمَّته هي زينب بنت الحارث، وقيل: هي أخت مرحب، وقد تَقَدَّمتْ [خ¦51/28-4089]، ويأتي بطوله إن شاء الله تعالى، وقد تَقَدَّم ما فُعِل بها [خ¦4249]، ويأتي [خ¦5777].


[1] في (أ) بدل ما بين المعقوفين واو.
[2] في (أ): (والنصب على).
[3] كذا في (أ) و(ق)، ورواية «اليونينيَّة»: (ذلكَ).
[4] في (أ): (الذي).