التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لا إله إلا الله إن للموت سكرات

          4449- قوله: (عَنْ عَمْرِو(1) بْنِ سَعِيدٍ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ): كذا في أصلنا بفتح العين، وزيادة واو في آخره، وهذا خطأ، وقد ضبَّبتُ أنا عليه في أصلنا في الموضعين؛ هذا وقريبًا يأتي، وصوابه: (عُمر بن سعيد)؛ بضمِّ العين، وحذف الواو من آخره، وهو عمر بن سعيد بن أبي حسين القرشيُّ النوفليُّ المَكِّيُّ، يروي عن طاووس، وابن أبي مُلَيْكَة، وغيرِهما، وعنه: عيسى بن يونس وغيرُه، وأمَّا (عَمرو بن سعيد)؛ بفتح العين، وزيادة واو؛ فهو عَمرو بن سعيد الأشدق، ليس له في «البُخاريِّ» شيءٌ، وعَمرو بن سعيد مولى ثقيف، ليس للآخر في «البُخاريِّ» شيءٌ، إنَّما له في كتاب «الأدب المفرد» للبخاريِّ، ولا ثالث لهما في الكُتُب السِّتَّة، ولا في مؤلَّفاتهم التي أخرج رجالَها المِزِّيُّ الحافظ، والله أعلم.
          و(ابن أبي مُلَيْكَة): تَقَدَّم مِرارًا أنَّ اسمه عبد الله بن عبيد الله بن أبي مُلَيْكَة زُهير، وقدَّمتُ مرارًا أنَّ زُهيرًا صَحابيٌّ ☺.
          قوله: (وَبَيْنَ سُـَحْرِي وَنَحْرِي): (السَّحْر)؛ بفتح السين وضمِّها وإسكان الحاء المهملتين، قال ابن قُرقُول: (والسَّـُحْر: الرئة، بضمِّ السين وفتحها، وقال الداوديُّ: ما بين ثدييها، وهو تفسير على المعنى والتقريب، وإلَّا؛ فهو ما قدَّمناه، وقال بعضهم: «شَجْري»؛ بالجيم والشين؛ يعني: المعجمة، و«نحري»؛ ومعناه: بين تشبيك يديَّ وصدري)، انتهى.
          وقال ابن الأثير: (السَّحْر: الرئة؛ أي: أنَّه مات وهو مستند إلى صدرها، وما يحاذي سحرها منه، وقيل: السَّحْر: ما لصق بالحلقوم من أعلى البطن، وحكى القتيبيُّ عن بعضهم: أنَّه بالشين المعجمة، والجيم؛ يعني: والشين مفتوحة، والجيم ساكنة، قال ابن الأثير: وإنَّه سئل عن ذلك، فشبك بين أصابعه، وقدَّمها عن صدره؛ كأنَّه يضمُّ شيئًا إليه؛ أي: أنَّه مات وقد ضمَّته بيديها إلى نحرها وصدرها، والشَّجْر: التشبيك، وهو الذقَن أيضًا، والمحفوظ الأوَّل، انتهى.
          و(النحر): مجتمع التراقي على الصدر، وهو معروف، والله أعلم.
          قوله: (دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَبِيَدِهِ السِّوَاكُ): تَقَدَّم أنَّه عبد الرَّحمن بن أبي بكر، وتَقَدَّم ما في «أبي يعلى الموصليِّ» قريبًا، والكلام عليه [خ¦4438]، والله أعلم.
          قوله: (رَكْوَةٌ أَوْ عُلْبَةٌ): تَقَدَّم أنَّ (الرَّكوة) بفتح الراء، وتكسر، قال شيخنا: (وحكى ابن دحية تثليثها)، انتهى، وهي شبه تور من أدم. /
          قوله: (فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى): تَقَدَّم الكلام عليه [خ¦3669].


[1] كذا في (أ) و(ق)، وعليها في (ق) ضبَّة بخطِّ البرهان كما ذكر، وكتب في الهامش: (صوابه: عمر بن سعيد...)، ورواية «اليونينيَّة»: (عُمر).