التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أصبح بحمد الله بارئًا

          4447- قوله: (حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ): قال الجيَّانيُّ لمَّا ذكر هذا الموضع وموضعًا في (الاستئذان) [خ¦6266]: (لم ينسبه أبو نصر في كتابه، ونسبه ابن السكن في «باب مرض النَّبيِّ صلعم» _يعني: هذا المكان_: إسحاق بن منصور، وأهمله في «الاستئذان»)، انتهى، وكذا لم ينسبه المِزِّيُّ ولا شيخنا.
          و(بِشْر بن شعيب)؛ بكسر الموحَّدة، وبالشين المعجمة، عن أبيه.
          تنبيهٌ: اعلم أنَّ البُخاريَّ احتجَّ ببِشْر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه، وقد قال ابن معين: (لم يسمع من أبيه شيئًا، سألوه عنها _يعني: كُتُبَ أبيه_ فقال: لم أسمعها من أبي، إنَّما أنا صاحبُ طبٍّ، فلم يزالوا به حتَّى حدَّثهم بها، وذكر غيره: أنَّ روايته عن أبيه إنَّما هي بالإجازة، وقال أبو اليمان: سمعت شعيب بن أبي حمزة وقد احتُضر: مَن أراد أن يسمع هذه الكتب؛ فليسمعها من ابني، فإنَّه قد سمعها منِّي، وهذا يردُّ القولين الأوَّلين، ويؤيد فعل البُخاريِّ)، وقد رأيتَ عبارتَه هنا، فإنَّه قال: (بِشْر بن شعيب: حدَّثني أبي)، فصرَّح بالتحديث، وهذا صريح في سماعه منه، وقد تَقَدَّمتْ هذه المسألة [خ¦3927]، والله أعلم.
          قوله: (عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ): أمَّا (الزُّهريُّ)؛ فقد تَقَدَّم مِرارًا أنَّه محمَّد بن مسلم، قال الدِّمْياطيُّ: (انفرد البُخاريُّ بهذا الإسناد عن الأئمَّة، وعندي في سماع الزُّهريِّ من عبد الله بن كعب بن مالك نظرٌ، وقد تَقَدَّم في حديث كعب بن مالك رواية الزُّهريِّ عن ابنه عبد الرَّحمن بن عبد الله بن كعبٍ عن أبيه [خ¦4418]، وكذلك هو عند مسلمٍ: الزُّهريُّ عن عبد الرَّحمن بن كعب عن أبيه، وتارةً: الزُّهريُّ عن عبد الرَّحمن بن عبد الله عن عمِّه عبيد الله؛ جميعًا عن كعب)، انتهى.
          وما نظَّر فيه الدِّمْياطيُّ؛ صرَّح به أحمد بن صالح كما نقله العلائيُّ في «مراسيله»، فإنَّه قال: (لم يسمعِ الزُّهريُّ من عبد الله بن كعب بن مالك شيئًا، والذي يروي عنه هو عبد الرَّحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك)، انتهى، وما قاله أحمد بن صالح ونظَّر فيه الدِّمْياطيُّ؛ فيه نظر، فإنَّه قال هنا: (أخبرني)، فصرَّح بالإخبار، وأيضًا البُخاريُّ اشترط اللقيَّ، والله أعلم.
          قوله: (عَبْدُ الْعَصَا): ومعناه: أنَّه ◙ يموت ويلي غيرُه، فيكون عليٌّ وغيره مأمورين رعيَّةً، والله أعلم.
          قوله: (يُتَوَفَّى): هو مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
          قوله: (فَلْنَسْأَلْهُ): هو بالجزم، جواب الأمر، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (إِنَّا وَاللهِ):هي (إنَّ) واسمها، وهذا ظاهرٌ.