التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أن أبا بكر أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل

          4452- 4453- 4454- قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه بضمِّ الموحَّدة، وفتح الكاف، وأنَّه يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر، و(اللَّيْثُ): هو ابن سعد، و(عُقَيْلٌ)؛ بضمِّ العين، وفتح القاف، وأنَّه ابن خالد، و(ابْنُ شِهَابٍ): هو محمَّد بن مسلم الزُّهريُّ، وأنَّ (أَبَا سَلَمَة) عبد الله _ويقال: إسماعيل_ بن عبد الرَّحمن بن عوف، أحد الفقهاء السبعة على قول الأكثر.
          قوله: (بِالسُّنُـْحِ): تَقَدَّم الكلام عليه، وأنَّه بضمِّ السين والنون وإسكانها، وبالحاء، المهملتين، وهو منازل بني الحارث بن الخزرج، بالعوالي من المدينة، بينه وبين منزله ◙ ميل [خ¦1241] [خ¦1242].
          قوله: (فَتَيَمَّمَ): أي: قصد.
          قوله: (وَهوَ مُتَغَشًّى(1) بِثَوْبِ): (متغشًّى) في أصلنا: بالتنوين، وفتح الشين، وهو مرفوع خبر، وأمَّا أنا؛ فأحفظه: (متغشٍّ)، مرفوعٌ على أنَّه خبر، والله أعلم.
          قوله: (بِثَوْبِ حِبَرَةٍ): هي بكسر الحاء المهملة، وفتح الموحَّدة، عَصْبُ اليمن، وقال الداوديُّ: (الحِبَرة: ثوبٌ أخضر).
          قوله: (ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ): تَقَدَّم الكلام على (أكبَّ) أنَّه لازمٌ، وأنَّ (كبَّ) متعدٍّ، وعلى أخوات هذا الفعل، في أوَّل هذا التعليق [خ¦27].
          قوله: (فَقَبَّلَهُ): تَقَدَّم أنَّه قبَّله بين عينيه، كما عزوته في (الجنائز) [خ¦1241] [خ¦1242] إلى النَّسائيِّ، وهو فيها [و]في «ابن ماجه» أيضًا.
          قوله: (قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ...) إلى آخره: قول الزُّهريِّ هو معطوف على السند الذي قبله؛ يعني: بالسند الذي قبله، وفي أصلنا: (وحدَّثني أبو سلمة)، ولم يذكر فيها: (قال(2) الزُّهريُّ)، والأولى نسخة في أصلنا، وهذه أصلٌ، وقائل: (وحدَّثني أبو سلمة) هو الزُّهريُّ؛ يعني: بالسند الذي قبله، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّـَبِ: أَنَّ عُمَرَ قَالَ: وَاللهِ...) إلى آخره: قائل ذلك هو الزُّهريُّ، ورواية ابن المُسَيِّـَب سعيدٍ عن عمرَ مرسلةٌ، لم يسمع منه إلَّا نعي النعمان بن مقرِّن على المنبر، وقد وُلِد لسنتين مضتا من خلافة عمر ☺، قاله أبو حاتم، انتهى.
          وحديثه عن عمر في «السنن الأربعة»، وعن أبي بكر في «ابن ماجه»، قاله العلائيُّ، وإنَّما هي في «سنن أبي داود»، على أنَّ شيخنا العراقيَّ وهَّم المِزِّيَّ في ذلك، وإنَّما الذي في «أبي داود» روايته مرسلة، ليس فيها أبو بكر، انتهى، قال المِزِّيُّ في «تهذيبه»: (قال أحمد: رأى سعيدٌ عمرَ وسمع منه، وإذا لم نقبل «سعيد عن عمر»؛ فمن نقبل؟)، انتهى، وقد تَقَدَّم ذلك في (باب الاستلقاء في المسجد) بزيادة [خ¦475]، والله أعلم.
          قوله: (فَعَقِرْتُ): هو بفتح العين المهملة، وكسر القاف، قال ابن قُرقُول: (قال يعقوب وغيره: عَقِر الرجل، فهو عَقِرٌ؛ إذا فَجِئَهُ(3) أمرٌ، فلم يقدر على أن يتَقَدَّم أو يتأخَّر، وقال الخليل: عَقِر الرجلُ؛ إذا دَهِشَ، وضبطه القابسيُّ: عَقُر؛ بضمِّ القاف، وهو وَهم)، انتهى.
          وفي أصلنا: (فعَقِرت)؛ بفتح العين، وكسر القاف، وفي الهامش: (فعُقِرت)؛ بضمِّ العين، وكسر القاف، وعليها علامة راويها، وقال شيخنا: (ضبطه أبو الحسن بضمِّ العين، وضبطه غيره بفتحها، وكذا هو في كتب اللغة)، انتهى.
          قوله: (وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إِلَى الأَرْضِ): وفي نسخة الدِّمْياطيِّ: (هَوَيت)؛ بحذف الهمزة، قال الدِّمْياطيُّ: (هَوَى؛ بالفتح، يَهْوِي هُوِيًّا؛ أي: سقط إلى أسفل، وهَوِيَ؛ بالكسر، يَهْوَى هَوًى؛ إذا أحبَّ، وأَهوى إليه بيده ليأخذه)، انتهى، قال في «المطالع»: (هوَيت إلى الأرض؛ أي: سقطت؛ بفتح الواو، وهَوَى أيضًا بمعنى: هلك ومات؛ ومنه: {فَقَدْ هَوَى}[طه:81]، وزعم بعضهم أنَّ صواب هذا الحرف: «أهوى إلى الأرض»، وكذا جاء في «البُخاريِّ» في «الوفاة». ولم يقل شيئًا، إنَّما يقال من السقوط: هَوَى؛ ومنه: «يَهْوِي في النار»؛ أي: ينزل ساقطًا، وقيل: أهوى من قريب، وهَوَى من بعيد)، انتهى.


[1] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (مغشًّى).
[2] في (أ): (وقال).
[3] كتب فوقها في (أ): (هذه لغة)، وفي الهامش: (فَجَأَهُ)، وكتب فوقها: (هذا لفظه)؛ أي: لفظ «المطالع».