مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: إذا رأى أنه أخرج الشيء من كورة فأسكنه موضعًا آخر

          ░41▒ باب إذا رأى أنه أخرج الشيء من كورة فأسكنه موضعاً آخر
          ثم ساق حديث ابن عمر أنه ◙ قال: ((رأيت كأن امرأة سوداء)) الحديث.
          ثم ترجم عليه باب المرأة السوداء، وباب المرأة الثائرة الرأس، وهذه الرؤيا ليست على وجهها كما قاله المهلب. وهي مما ضرب بها المثل، فبعض المعبرين يجعل وجه التمثيل في ذلك أن يشتق من أسماء السوء والداء؛ لأن أسماء يجمع ذلك، فتأول الشارع خروجها مشخصة ما جمع اسمها.
          وقد اختلف في معنى إسكانها الجحفة فقيل: لعدوان أهلها وأذاهم الناس، وقيل: لأن الجحفة قليلة البشر، ورأى أن يعافى منها الكثير مع بليلة القليل، وقد أسلفنا أن أهلها كانوا يهوداً، وهي مهيعة بفتح الميم وإسكان الهاء، ومنهم من / كسرها غير مصروف وظاهر إيراد الجوهري صرفه؛ لأنه نكرة وأدخل عليه الألف واللام، إلا أن يكون أدخلها للتعظيم، وفيه بعد.
          والثائر الرأس: هو الشعر الأشعث، وتأول ثوران رأسها أنها لما كانت الحمى مثيرة للبدن بالاقشعرار وارتفاع الشعر عبر عن حالها في النوم بارتفاع شعر رأسها فكأنه قيل له: الداء الذي يسوء ويثير الشعر يخرج من المدينة. وقيل: إن معنى الاقشعرار: الاستيحاش، فكذلك هذا الداء تستوحش النفوس منه.
          قال صاحب ((العين)): الكور: الرحل يعني: بضم الكاف وسكون الواو والجمع: أكوار وكيران وضبط الدمياطي: كورة بضم الكاف وفتح الراء وتنوين التاء.