مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب اللبن

          ░15▒ باب اللبن في المنام
          فيه حديث حمزة بن عبد الله، أن ابن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: ((بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن)) الحديث. وسلف في كتاب العلم.
          قال المهلب: رؤية اللبن في النوم تدل على السنة والفطرة والعلم والقرآن؛ لأنه أول شيء يناله المولود من طعام الدنيا، وهو الذي يفتق معاه وبه تقوم حياته، كما تقوم بالعلم حياة القلوب، فهو يشاكل العلم من هذا الوجه، وقد يدل على الحياة؛ لأنها كانت به في الصغر، وقد يدل على الثواب؛ لأنه من نعيم الجنة إذا رئي نهر من لبن، وقد يدل على المال الحلال، وإنما أوله الشارع في عمر بالعلم والله أعلم لعلمه صحة فطرته ودينه، والعلم زيادة في الفطرة على أصل معلوم.
          قوله: (الري) بكسر الراء الاسم، كما قال الداودي، والرواء: الشراب، وبالفتح مصدر. قال الجوهري: روينا من الماء بالكسر أروي ريا، وروا أيضاً مثل رضي رضا.
          قوله: (أظافير) قال الجوهري: الظفر / جمعه: أظافر وأظفور وأظافير.
          قوله: (يجري من أظافري) قال الداودي: قد يراه من تحت الجلد أو يحسه، فيكون هذا روياً.
          قلت: وقولهم: (فما أولته؟) أي: فسرته، والتأويل: تفسير ما يئول إليه الشيء، وأولته وتأولته بمعنى، وفي الحديث الآخر: ((يخرج من أطرافي)) جمع: طرف بتحريك الراء وهو بمعنى هذا.
          وترجم عليه: باب إذا جرى اللبن في أطرافه أو أظافره.