مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب رؤيا إبراهيم عليه السلام

          ░7▒ باب رؤيا إبراهيم ◙
          وقوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} الآية [الصافات:102].
          قال المهلب: هذا دليل أن رؤيا الأنبياء وحي لا يجوز فيها الضغث؛ لأن إبراهيم حكم بصدقها، ولم يشك أنها من عند الله فسهل عليه ذبح ابنه، والتقرب به إلى الله، وكذلك فعل إسحاق حين أعلمه أبوه إبراهيم برؤيا فسلم الحكم إليه وانقاد له، ورضي، وفوض أمره إلى الله فقال: {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} الآية [الصافات:102]، وبهذه الآية استدل ابن عباس على أن رؤيا الأنبياء وحي.
          قال والدي ⌂:
          (كتاب التعبير) قالوا: الفصيح العبارة لا التعبير وهي التفسير والإخبار بآخر ما يؤول إليه أمر الرؤيا، و(الرؤيا) مقصورة مهموزة قيل الرؤية هي النظر بالعين، و(الرأي) ما بالقلب والرؤيا ما في المنام / ، و(الصالحة) هي ما صلح صورتها أو ما صلح تعبيرها، وكلمة (ح) إشارة إلى التحويل من إسناد إلى آخر أو إلى صح أو إلى الحديث أو إلى الحائل.
          قوله: (فأخبرني) إنما ذكر الفاء إشعاراً بأنه روى له حديثاً ثم عقبه بهذا الحديث فهو عطف على مقدر، و(الصادقة) أي المطابقة للواقع، و(رؤيا) بلا تنوين غير منصرف، و(فلق) بفتح الفاء ضوء الصبح وشقة من الظلمة وافتراقها منه، و(حراء) بالكسر والمد جبل مشهور على يسار الذاهب من مكة إلى منى وقد يؤنث ويصرف و[(التحنث)] هو التعبد تفسير للتحنث الذي في ضمن يتحنث وهو إدراج من الراوي، و(الليالي) مفعول يتحنث، و(ذوات) بالكسر أي: كثيرة.
          و(فجئه) بلفظ الماضي من الفجأة أي: جاءه الوحي بغتة، و(غطني) أي ضغطني، و(الجهد) بالضم والفتح الطاقة وبالفتح الغاية وبرفع الدال ونصبها وفائدة الضغط تنبيهه واستحضاره ونفي منافيات القراءة عنه، و(البوادر) جمع: البادرة وهي اللحمة بين العنق والمنكب، و(الروع) بفتح الراء الفزع، و(خشيت على [نفسي]) من أن يكون مرضاً أو عارضا من الجن وقالوا الأولى خشيت أني لا أقوى على تحمل أعباء الوحي ومقاومته.
          و(لا يحزنك) من الحزن والأحزان والإخزاء، و(تحمل الكل) أي الثقل من الناس، و(ورقة) بفتح الواو والراء والقاف (ابن نوفل) بفتح النون والفاء، و(قصي) بضم القاف وخفة المهملة وشدة التحتانية، و(أخو أبيها) هو خبر مبتدأ محذوف أي: هو يعني أخو أبيها، وفائدته رفع المجاز في إطلاق العم فيه، و(العبري والعبراني) بكسر المهملة.
          فإن قلت: لم يكن رسول الله صلعم ابن أخي ورقة؟ قلت: قاله تعظيماً وإظهاراً للشفقة.
          و(الناموس) صاحب السر يعني: جبريل ◙، و(الجذع) بالجيم والمعجمة المفتوحتين الشاب القوي.
          فإن قلت: بم انتصب؟ قلت: تقديره ليتني أكون جذعاً أو هو على مذهب من ينصب بليت الجزئين أو حال.
          و(أو مخرجي) الهمزة للاستفهام والواو للعطف على مقدر بعدها، و(هم) مبتدأ ومخرجي خبره، و(مؤزراً) من التأزير بالزاي قبل التحتانية وبالراء بعدها وهو التقوية والتشديد، و(لم ينشب) بفتح الشين المعجمة لم يلبث مر الحديث مبسوط الشرح في أول الجامع.
          قوله: (حزن) بكسر الزاي، و(فيما بلغنا) أي: في جملة ما بلغ إلينا من رسول الله صلعم.
          فإن قلت: من هاهنا إلى آخر الحديث يثبت بهذا الإسناد أم لا؟ قلت: لفظه أعم من الثبوت به أو بغيره لكن الظاهر من السياق أنه بغيره.
          و(عدا) بإهمال العين وفي بعضها بإعجامها، و(يتردى) يسقط، و(الشاهق) المرتفع العالي من الجبل وغيره، و(أوفى) أشرف، و(الذروة) بالكسر والفتح والضم الأعلا، و(تبدي) ظهر، و(الجأش) بالهمز وغيره النفس والاضطراب.
          اعلم أن عائشة ♦ لم تدرك ذلك الوقت فأما إن سمعته من النبي صلعم أو من صحابي آخر.
          قوله: (الحسنة) وهي إما باعتبار حسن ظاهرها أو حسن تأويلها وقسموا الرؤيا إلى حسنة ظاهراً وباطناً كالتكلم مع الأنبياء، أو ظاهراً لا باطناً كسماع الملاهي وإلى رديئة ظاهراً وباطناً كلدغ الحية، أو ظاهراً لا باطناً كذبح الولد.
          قوله: (من النبوة) أي: في حق الأنبياء دون غيرهم وكان الأنبياء يوحى إليهم في منامهم كما يوحى في اليقظة وقيل معناه أن الرؤيا تأتي على موافقة النبوة لا أنها جزء باق من النبوة.
          قوله (زهير) مصغر الزهر، و(يحيى) هو ابن سعيد وإنما قال بهذه العبارة لأن تعريفه إدراج منه زائد على كلام شيخه، و(أبو قتادة) بفتح القاف وخفة الفوقانية الحارث الأنصاري، و(الحلم) بضمتين وبسكون اللام الرؤيا، لكن خصصوا الرؤيا بالمحبوب والحلم بالمكروه قالوا: أن الله يخلق في قلب النائم اعتقادات كما يخلقها في قلب اليقظان، وربما جعلها علماً على أمور أخر تلحقها في ثاني الحال كما جعل الغيم علامة للمطر والجميع خلق الله تعالى لكن جعل ما هو علم على ما يصير / بحضور الشيطان فنسب إليه مجازاً لحضوره عندها وإن كان لا فعل له حقيقة.
          قوله: (ابن الهاد) هو يزيد بالزاي ابن عبد الله بن أسامة بن الهاد، و(عبد الله بن خباب) بفتح المعجمة وشدة الموحدة الأولى الأنصاري.
          قوله: (من الشيطان) أسند إليه لأنه بحضوره، أو لأنها على شاكلته وطبعه ولا يذكرها لأحد لأنه ربما فسرها بما يحزنه في الحال أو في المآل.
          قوله: (عبد الله بن يحيى ابن أبي كثير) ضد القليل اليمامي لم يتقدم ذكره، و(أثنى) مسدد على عبد الله وقال (لقيته باليمامة) بتخفيف الميم، وهي بلاد الحر بين مكة واليمن.
          قوله: (حلم) بفتح اللام، وأمر بالبصق عن شماله طرداً للشيطان الذي حضر رؤياه المكروهة وتحقيراً له واستقذاراً وخص الشمال؛ لأنها محل الأقذار والمكروهات.
          قوله: (مثله) قال أصحاب علوم الحديث: إذا روى الراوي حديثاً بسنده ثم أتبعه بإسناد آخر له وقال في آخره مثله أو نحوه فهل تجوز رواية الحديث الأول بالإسناد الثاني فقال شعبة لا وقال الثوري نعم. وقال ابن معين: يجوز في مثله ولا يجوز في نحوه.
          قوله: (محمد بن بشار) بإعجام الشين، و(عبادة) بضم المهملة وخفة الموحدة.
          الخطابي: قيل مدة الوحي ثلاثة وعشرون سنة وكان يوحى إليه في منامه في أول الأمر بمكة المشرفة ستة أشهر وهي نصف سنة، وهذه جزء من ستة وأربعين جزءاً من أجزاء مدة زمان النبوة، قال ويلزم عليهم أن يلحقوا بها سائر الأوقات التي كان يوحى إليه في منامه في تضاعيف أيام حياته.
          أقول: لا يلزم أن تلك الأوقات منغمرة في أوقات الوحي الذي في اليقظة والاعتبار للغالب بخلاف تلك الأشهر الستة فإنها منحصرة بالوحي المنامي وقال: معنى الحديث تحقيق أمر الرؤيا، وأنها مما كان الأنبياء ‰ يثبتونه وكان جزءاً من أجزاء العلم الذي كان يأتيهم.
          قال القاضي عياض: في بعض الروايات تسعة وأربعين وفي بعضها سبعين وفي بعضها خمسين وقيل هذا الاختلاف راجع إلى اختلاف حال الرائي فللصالح مثلاً جزء من ستة وأربعين وللفاسق جزء من سبعين وما بينهما لمن بينهما.
          قوله: (ثابت) أي: البناني بضم الموحدة وخفة النونين، و(حميد) بالضم الطويل، و(إسحاق) ابن عبد الله ابن أبي طلحة، و(شعيب) أي: ابن الحبحاب بالمهملتين وسكون الموحدة الأولى البصري.
          قوله: (يحيى بن قزعة) بالقاف والزاي والمهملة المفتوحات، و(إبراهيم ابن حمزة) بالمهملة وبالزاي أبو إسحاق القرشي، و(عبد العزيز) ابن أبي حازم بالمهملة، و(الدراوردي) بفتح المهملة والراء والواو وبسكون الراء وبالمهملة اسمه: عبد العزيز، و(يزيد) بالزاي ابن الهاد مر آنفاً.
          وقال بعضهم: معنى الحديث أنه صلعم قد خص بطرق إلى العلم لم تجعل لغيره فالمراد أن الرؤيا نسبتها مما حصل له جزء من ستة وأربعين جزءاً.
          قال ابن بطال: فإن قيل: ما معنى الرؤيا جزء من النبوة؟ قلنا: إن لفظ النبوة مأخوذ من الأنباء أي: الرؤيا أنباء صدق من الله لا كذب فيه كالنبوة، فإن قيل: ما التلفيق بين الروايات في أنها جزء من ستة وأربعين أو جزء من سبعين ونحوهما قلنا: الرؤيا قسمان جلية ظاهرة كمن رأى يسافر فسافر في اليقظة.
          و(خفية) بعيدة التأويل وإذا قلت الأجزاء كانت أقرب إلى النبأ الصادق وأجلى وإذا كثرت خفي تأويلها وذلك كما أن الوحي تارة كان كاملاً صريحاً وأخرى مثل صلصلة الجرس فأضبط التوجيهات التي لمعنى الجزئية ووجه توفيق الاختلاف بين الروايات واختر منها ما شئت.
          قوله: (لم يبق) فإن قلت: هو في معنى الماضي، لكن المراد منه الاستقبال إذ قبل زمانه وحال زمانه كان غيرها باقياً منها فالمراد بعده؟ قلت: صدق في زمانه أنه لم يبق لأحد غيره نبوة.
          فإن قلت: هل يقال لصاحب الرؤيا الصالحة له شيء / من النبوة؟ قلت: جزء النبوة ليس نبوة إذ جزء الشيء غيره أو لا هو ولا غيره فلا نبوة له.
          فإن قلت: الرؤيا الصالحة أعم لاحتمال أن تكون منذرة إذ الصلاح قد يكون باعتبار تأويلها؟ قلت: فترجع إلى المبشر، نعم يخرج منها ما لا صلاح لها لا صورة ولا تأويلاً.
          قوله: (من البدو) أي فيما قال تعالى: {وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ} [يوسف:100] أي: من البادية ويحتمل أن يكون مقصوده أن فاطر السموات والأرض معناه: البديع والخالق، و(البادئ) من البدء؛ أي: الخلق ففاطره معناه باديه.
          قوله: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [الصافات:103]؛ أي: سلما ما أمرا به من الذبح ووضع جبهته ملتصقاً بالأرض، وهذان البابان مما ترجمهما (خ) ولم يتفق له إثبات حديث فيهما.
          الزركشي:
          (جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة) قيل: في تخصيص هذا العدد: أن الوحي كان يأتي النبي صلعم على ستة وأربعين نوعاً الرؤيا نوع من ذلك، وقد حاول الحليمي تعداد تلك الأنواع.
          وقيل: إنه صلعم بعث على رأس أربعين سنة، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة، فمدة الوحي ثلاثة وعشرون سنة، منها ستة أشهر أولاً رؤيا منام والباقي في اليقظة. فصدق أن الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءاً.
          وإدخال حديث أبي قتادة في باب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين [جزءا] لا وجه له بل هو ملحق بالباب قبله.
          (البديع والمبدعي والبارئ والخالق واحد) كذا لأبي الهيثم، وأكثرهم: ((البارئ)) بالراء، وعند أبي ذر: ((البادئ)) بالدال، والصواب الأول، ودعوى (خ) الوحدة في ذلك ممنوع عند المحققين، انتهى كلام الزركشي.
          أقول:
          يقال: عبرت الرؤيا أعبرها عبراً وعبرتها تعبيراً إذا أولتها وفسرتها وخبرت بآخر ما يؤل إليه أمرها ويقال: هو عابر للرؤيا وعابر الرؤيا، وهذه اللام تسمى لام التعقيب؛ لأنها عقبت الإضافة والعابر الناظر في الشيء والمعتبر المستدل على الشيء.
          قوله: (يتحنث) أي يتعبد يقال فلان يتحنث أي: يفعل فعلاً يخرج به من الإثم كما يقول: يتأثم ويتحرج فعل فعلاً يخرج به من الإثم والحرج.
          قوله: (يغطني) الغط العصر الشديد والكبس، ومنه الغط في الماء الغوص قيل: إنما غطه ليختبره هل يقول من تلقاء نفسه شيئاً.
          قال السهيلي: الحكمة في ذلك أن يقال المراد إظهار الشدة والحذق في الأمر وأن يأخذ الكتاب بقوة ويترك الإباء، فإنه أمر ليس بالهوينا، ثم الحكمة في فعل ذلك ثلاثاً أنه يبتلى بثلاث شدائد ثم يأتي الفرج وكذلك كان لقي هو وأصحابه شدة من الجوع في الشعب حين تعاقدت ريش عليهم وشدة أخرى من الخوف والإبعاد بالقتل وشدة أخرى من الخروج عن أحب الأوطان إليهم ثم كانت العاقبة للمتقين.
          قوله: (بوادره) جمع: بادرة، وهي لحمة بين المنكب والعنق والبادرة من الكلام التي تسبق من الإنسان في الغضب.
          قوله: (الذي أنزل على موسى) فإن قلت: لمَ لم يذكر عيسى وهو أقرب من موسى إلى النبي صلعم زماناً وذرية كان على دين عيسى وذكر موسى؟ قلت: قد جاء في غير الصحيح أنزل على عيسى وهو ظاهر، وأما قوله: على موسى فالجواب أن النصارى لا يقولون في عيسى أنه نبي يأتيه جبريل وإنما يقولون أنه أقنوم من الأقانيم الثلاثة وهو الله ومريم وعيسى وعيسى هو أقنوم الكلمة عندهم، والكلمة عندهم عبارة عن العلم بالغيب فلذلك كان المسيح يعلم الغيب ويخبر بما في غد في زعمهم الكاذب فلما كان هذا مذهب النصارى عدل عن ذكر عيسى إلى ذكر موسى.
          قوله: (يا ليتني فيها جذعاً) الضمير في فيها للنبوة أي: ليتني كنت شابًّا عند ظهورها حتى أبالغ في نصرتها وحمايتها وجذعًا منصوب على الحال من الضمير في فيها تقديره: ليتني مستقر فيها جذعاً أي: شابا وقيل: هو منصوب بإضمار كان وضعف ذلك؛ لأن كان الناقصة لا تضمر إلا إذا كان في الكلام لفظ ظاهر يقتضيها كقولهم إن خير فخير وإن شر فشر؛ لأن أن تقتضي الفعل بشرطيتها وأصل الجذع من أسنان الدواب وهو معروف أي: ليتني فيها شابًّا قويًّا.
          قوله: (الرؤيا من الله والحلم من الشيطان)، الحلم عبارة عما يراه النائم في نومه من الأشياء، لكن غلبته الرؤيا على ما يراه من الخير والشر وغلب الحلم على ما يراه من الشر.
          قال الحريري في ((درة الغواص)): ويقولون سررت / برؤيا فلان إشارة إلى مرآه فيوهمون فيه كما وهم أبو الطيب في قوله: لبدر بن عمار وقد سامره ذات ليلة إلى قطع من الليل:
مضى الليل والفضل الذي لك لا يمضي                     ورؤياك أحلى في العيون من الغمض
          والصحيح أن يقال: سررت برؤيتك؛ لأن العرب تجعل الرؤية لما يرى في اليقظة والرؤيا لما يرى في المنام لقوله تعالى: {هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ} [يوسف:100] انتهى كلام الحريري.
          أقول: فإن قلت: قد جاء في حديث الإسراء رؤيا عين أريها؟ قلت: رؤيا الأنبياء كرؤيتهم يقظة؛ لأن أعينهم تنام ولا تنام قلوبهم.
          ومعنى الحديث: يعني: أن رؤيته للباري كان حقيقة رؤيا عين لا رؤيا قلب كباقي النوام فإنه يمكن أن يرى أحدهم الباري بقلبه في نومه وقد بوب المعبرون باباً في كتب التعبير باب رؤية الباري تعالى وقد سلف في أول الباب هذا.
          قوله: (الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة).
          الخطابي ذلك لأنه كان مدة النبوة ثلاثة وعشرين سنة منها ستة أشهر يوحى إليه في المنام فنسبة ستة أشهر إلى ثلاثة وعشرين سنة جزءًا في ستة وأربعين، انتهى كلام الخطابي.
          أقول:
          قال الباقري في ((تعبير الرؤيا)) بعد ذكر هذا الحديث، وعلى أن أكثر الانبياء كانوا لا يشاهدون الملك إلا المحصورون المعدودون منهم، وإنما كان يوحى إليهم في النوم فنبه ◙ على تلك الرتبة من النبوة وأراد بها الرؤيا من الرجل المسلم الموحد الذي لا يرتكب القاذورات والكبائر.