مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب العين الجارية في المنام

          ░27▒ باب العين الجارية في المنام
          سلف حديثه.
          قال والدي ⌂:
          (باب رؤيا النساء).
          قوله: (سعيد بن عفير) مصغر العفر بالمهملة والفاء والراء، و(خارجة) ضد الداخلة ابن زيد بن ثابت الأنصاري وهو أيضاً من الأعلام المشتركة، و(أم العلاء) بالمد قال (ت): هي أم خارجة ولعل له غرضاً في عدم تعيينه لها، و(طار لنا) أي: وقع في سهمنا.
          و(عثمان بن مظعون) بإعجام الظاء وإهمال العين أبو السائب بالمهملة قبل الألف / وبالهمزة بعدها وبالموحدة، و(شهادتي) مبتدأ، و(عليك) صلته والجملة القسمية خبره بتقدير القول أي: شهادتي عليك قولي هذا.
          فإن قلت: أين قسيم أما؟ قلت: هو والله ما أدري وأنا رسول الله وإما مقدر نحو والراسخون في العلم إن لم يكن عطفاً على الله.
          فإن قلت: معلوم أنه صلعم مغفور له ما تقدم وما تأخر وله من المقامات المحمودة ما ليس لغيره؟ قلت: هو نفي للدراية التفصيلية والمعلوم هو الإجمال مر الحديث في الجنائز.
          قوله: (ما يفعل به) أي: بعثمان، و(ذلك) أي: العين (عمله) فكان الماء الجاري هو غير منقطع كذلك لا ينقطع ثواب عمله.
          قوله: (أبو قتادة) بالقاف والفوقانية المفتوحتين اسمه الحارث على الأصح.
          فإن قلت: وما فائدة قوله أنه من الصحابة وذلك كان مشهوراً بينهم؟ قلت: تعظيماً له وافتخاراً به وتعليماً للجاهل به.
          و(الرؤيا) أي: المنام المحبوب، و(الحلم) أي: المكروه (من الشيطان) أي: على طبعه وإلا فالكل من الله تعالى، و(حلم) بفتح اللام مر آنفاً.
          قوله: (حمزة) بالزاي ابن عبد الله بن عمر، و(الأظافير) جمع الأظفار.
          فإن قلت: الخروج مستعمل بمن؟ قلت: معناه خرج من البدن حاصلاً أو ظاهراً في الأظافير فليس صلته أو باعتبار أن بين حروف الجر مقارضة.
          فإن قلت: الري معنى والخروج هو للأعيان؟ قلت: هو بمعنى ما يروى به أو ثمة مقدر يعني أثر الري ونحوه.
          قوله: (العلم) بالنصب، و(اللبن) أول شيء يناله المولود من طعام الدنيا وبه تقوم حياته كذلك حياة القلوب تقوم بالعلم.
          قوله: (من أطرافي) فإن قلت: الترجمة إنما هي في الأظفار أيضاً؟ قلت: الأطراف تشملها.
          وفيه فضيلة عمر ☺ مر الحديث في العلم.
          قوله: (أبو أمامة) بضم الهمزة اسمه: أسعد ولد في عهد رسول الله صلعم، و(قمص) جمع: قميص، و(الثدي) بفتح المثلثة وسكون المهملة مفرد وبضمها وكسر المهملة وشدة التحتانية جمع.
          فإن قلت: ما مناسبته بالدين؟ قلت: القميص يستر العورة كما يستر الدين الأعمال السيئة.
          فإن قلت: جر القميص منهي عنه؟ قلت: القميص الذي يجر للخيلاء كذلك لا القميص الأخروي الذي هو لباس [التقوى] مر في الإيمان.
          قوله: (عبد الله الجعفي) بضم الجيم وإسكان المهملة وبالفاء، و(حرمي) بفتح المهملة والراء والميم وياء النسبة، ابن عمارة بضم المهملة وخفة الميم، و(قرة) بضم القاف وشدة الراء ابن خالد السدوسي، و(قيس بن عبادة) بضم المهملة وتخفيف الموحدة القيسي، و(سعد بن مالك) هو: ابن أبي وقاص، و(عبد الله بن سلام) بالتخفيف وإنما قالوا إنه من أهل الجنة لأنهم سمعوا رسول الله صلعم أنه لا يزال متمسكاً بالإسلام وأما إنكار ابن سلام عليهم فقيل إنه قاله للتواضع وكراهة أن يشار إليه بالأصابع فيدخله العجب، والأولى أن يقال قاله لأنهم لم يسمعوا ذلك صريحاً بل قالوه استدلالاً واجتهاداً فهو في مشيئة الله تعالى.
          و(نصب) بلفظ المجهول ضد خفض وفي بعضها: فنصت من ناص بالمكان إذا أقام فيه وفي بعضها فنبض بلفظ مجهول النبض(1) وهو بإعجام الضاد.
          فإن قلت: لم أنث الضمير في رأسها وهو عائد إلى العمود بقرينة الحديث الذي بعده حيث قال في أعلا العمود عروة؟ قلت: إما لأنه مؤنث سماعي، أو لأنه في معنى العمدة، أو لأن المراد منه عموده وحيث استوى فيه التذكير والتأنيث لم تلحقه التاء.
          و(المنصف) بكسر الميم الوصيف بالمهملة؛ أي: الخادم، و(رقيته) بكسر القاف، و(العروة الوثقى) إشارة إلى ما في قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ} [البقرة:256].
          قوله: (عبيد) مصغراً، و(أريتك) بالمجهول، و(السرقة) بفتح المهملة والراء وبالقاف / القطعة من الحرير، و(أكشفها) بلفظ المتكلم، و(يمضه) أي: ينفذه ويكمله وهذه الرؤيا يحتمل أن تكون قبل النبوة وأن تكون بعدها وبعد العلم بأن رؤياه وحي فعبر عما علمه بلفظ الشك ومعناه اليقين إشارة إلى أنه لا دخل له فيه وليس ذلك باختياره وفي قدرته.
          قوله: (محمد) قال الكلاباذي: ابن سلام وابن المثنى يرويان عن أبي معاوية محمد بن خازم بالمعجمة والزاي.
          قوله: (الملك) فإن قلت: مر أنه رجل؟ قلت: الملك يتشكل بشكل الرجل.
          فإن قلت: الكاشف ثمة رسول الله صلعم وهاهنا الملك؟ قلت: يحتمل أن يراد بقوله اكشفها أمرت بكشفها أو كشف كل شيئاً منها.
          قوله: (جوامع الكلم) أي: الكلم القليلة الجامعة للمعاني الكثيرة، وقال (خ): بلغني أنه جمع الأمور الكثيرة في الأمر الواحد مر الحديث آنفاً.
          قوله: (أزهر) ضد الأسود ابن سعد السمان، و(ابن عون) بالنون عبد الله، و(خليفة) بفتح المعجمة وكسر اللام وبالفاء ابن خياط بالمعجمة والتحتانية، و(معاذ بن معاذ) بضم الميم فيهما التميمي، و(محمد) أي: ابن سيرين، و(قيس بن عباد) بضم المهملة، و(الوصيف) بفتح الواو الخادم.
          فإن قلت: كيف كان العروة بعد الانتباه في يده؟ قلت: يعني انتبهت حال الاستمساك حقيقة بعده لشمول قدرة الله تعالى.
          فإن قلت: ما المراد بروضة الإسلام وبعمود الإسلام؟ قلت: يحتمل أن يراد بالروضة جميع ما يتعلق بالدين وبالعمود الأركان الخمسة أو كلمة الشهادة وبالعروة الإيمان، مر الحديث في كتاب الفضائل.
          قوله: (باب عمود الفسطاط) وهو والفستات والفستاط والفساط بضم الفاء فيهن وكسرها السرادق، قال ابن بطال: سألت المهلب كيف ترجم (خ) بهذا الباب ولم يذكر فيه حديثاً فقال لعله رأى حديث ابن عمر أكمل إذ فيه أن السرقة كانت مضروبة في الأرض على عمود كالخباء، وأن ابن عمر اقتلعها فوضعها تحت وسادته وقام هو بالسرقة يمسكها وهي كالهودج من استبرق فلا يرى موضعاً من الجنة إلا طار إليه ولما لم يكن هذا بسنده لم يذكره لكنه ترجم به ليدل أن ذلك مروي من فعلهم أو ليس بسنده فيلحقه به فأعجلته المنية عن تهذيب كتابه.
          و(الإستبرق) هو الغليظ من الديباج وهو فارسي معرب بزيادة القاف.
          قوله: (معلى) بلفظ مفعول التعلية بالمهملة، و(وهيب) مصغر الوهب، و(أهوى) من الأهواء والهوي وهو السقوط والامتداد والارتفاع ويعد الحرير بالسرف لأنه من أشرف الملابس، و(طيران السرقة) قوة يرزقه الله على التمكن من الجنة حيث شاء.
          قوله: (عبد الله بن صباح) بتشديد الموحدة العطار البصري، و(عوف) بالفاء المشهور بالأعرابي، و(محمد بن سيرين) بكسر المهملة والراء، و(لم تكد تكذب) في بعضها: لم يكن يكذب برفع يكذب وجزمها بدلاً.
          الخطابي: يعني: إذا تقارب الزمان بأن يعتدل ليله ونهاره وقيل المراد إذا قارب القيامة.
          قوله: (محمد) أي: ابن سيرين وهو من كبار المعبرين، و(هذه) أي المقالة يعني: وكان يقال إلى آخره وحديث النفس هو ما كان في اليقظة في خيال الشخص فيرى ما يتعلق به عند المنام وتخويف الشيطان هو الحلم أي: المكروهات منه، و(بشرى) غير منصرف أي: المبشرات وهي المحبوبات.
          واختلفوا فقال بعضهم من لفظ وكان يقال إلى لفظ في الدين كله كلام رسول الله صلعم وقيل: كله كلام ابن سيرين وفاعل كان يكره هو أبو هريرة وقال بعضهم: لا أدري أهو في الحديث أم كلام ابن سيرين وقيل القيد ثبات في الدين هو كلام رسول الله صلعم وقيل وكان يكره فاعله رسول الله وهو كلام أبي هريرة وإنما يكره الغل / لأنه من صفات الكفار قال تعالى: {إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} [الرعد:5].
          أقول: لعل محمداً خشي أن يؤول معنى حديث التقارب بأن المراد منه رؤيا المؤمن كلها، والكل من جزء النبوة فقال: الرؤيا ثلاث ويعني: أن المراد به هو القسم الأخير.
          قوله: (يونس) أي: ابن عبيد مصغراً، أحد أئمة البصرة، و(هشام) ابن حسان الأزدي، و(أبو هلال) هو محمد بن سليم بالضم الراسي بالراء والمهملة والموحدة البصري لم يسبق ذكره.
          قوله: (كله) أي: المذكور من لفظ الرؤيا ثلاث إلى في الدين، و(أبين) أي: في أن لا يكون ذلك من الحديث ولفظ يعجبهم مشعر بذلك، و(في القيد) أي: ما ذكر في القيد وهو القيد ثبات في الدين.
          قوله: (إلا في الأعناق) أي: غالباً، إذ قال تعالى: {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ} [المائدة:64].
          قوله: (من نسائهم) أي: الأنصار وهي أم خارجة، و(في السكنى) أي: في الإقامة والتوطن في بيوتنا، و(يجري له) أي: يحصل ثوابه له مستمر كالماء الجاري مر شرحه آنفاً.
          الزركشي:
          (عبر الرؤيا) يعبر عبراً وعبارة وعبرتها يخفف ويشدد، والتخفيف أكثر وأعلى.
          (الري) بكسر الراء وفتحها مصدر.
          (قال: العلم) بالنصب، ويجوز الرفع.
          (المنصف) بميم مكسورة: الخادم، والجمع المناصف، نصف ينصف كخدم يخدم.
          (السرقة) بفتحتين: قطعة من جيد الحرير.
          (إن يكن من عند الله يمضه) دخل الشرط لإمكان أن تقع الرؤيا على ظاهرها أولاً، لا في كونها حقًّا، كما سبق في النكاح.
          (إذا اقترب الزمان) المراد به: اعتدال الليل والنهار، هذا أشبه ما قيل فيه.
          (لم تكد رؤيا المؤمن تكذب) أي: لا تكون رؤيا المؤمن إلا صادقة.
          (وكان يكره الغل في النوم) بضم الياء وفتحها وعليهما ينصب ((الغل)) ويرفع، وهذا من كلام أبي هريرة مدرج، وقد بينه معمر في روايته عن أيوب عن ابن سيرين، وبعضهم نسبه لابن سيرين.
          (قال أبو عبد الله: الأغلال لا تكون إلا في الأعناق) هذا خلاف ما ذكره صاحب ((المحكم)): الغل جامعة توضع في العنق أو اليد، والجمع: أغلال لا تكسر على غير ذلك، وفي ((الجامع)) للقزاز: واليد مغلولة؛ أي: مجعولة في الغل، قال تعالى: {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ} [المائدة:64]، انتهى كلام الزركشي.
          أقول:
          قوله: (كان يعجبهم القيد) قيل: إنما كان يعجبهم القيد؛ لأنه في الرحل وهو كف عن المعاصي والشرور وأنواع الباطل.


[1] في المخطوط: ((فقبضت بلفظ مجهول القبض)) ولعل الصواب ما أثبتناه.