مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الطواف بالكعبة في المنام

          ░33▒ باب الطواف بالكعبة في المنام
          فيه حديث ابن عمر أنه ◙ قال: ((بينا أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة...)) الحديث.
          الطواف بالبيت ينصرف على وجوه كما ذكرها بعض أهل التأويل، فمن رأى أنه يطوف بالبيت فإنه يحج إن شاء الله، وقد يكون تأويل ذلك إن كان يطلب حاجة من الإمام بشارة بنيلها منه؛ لأن الكعبة إمام الخلق كلهم، وقد يكون الطواف تطهيراً من الذنوب؛ لقوله تعالى: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} [الحج:26]، وقد يكون الطواف لمن يريد أن يتسرى أو يتزوج امرأة حسناء دليلاً على تمام إرادته.
          قال المهلب: ووصف ◙ عيسى ◙ والدجال بصفاتهما التي خلقهما الله عليها؛ لكونهما في زمن واحد؛ ولأن الحديث قد جاء عنه ◙ أن عيسى ◙ يقتل الدجال، فوصف الدجال بصفة لا تشكل عليهم على حسب ما رآه وهو العور، الذي لا يجوز على ذوي العقول أن يصفوا بالإلهية والقدرة من كان بتلك الصفة؛ إذ الإله لا تجوز عليه الآفات، وهذا مدعيها وقد جازت عليه الآفة فهي برهان على تكذيبه.
          قوله: (ينطف رأسه ماء) أي: يقطر، والنطف: الصب، وليلة نطوف: ماطرة.
          قوله: (سبط الشعر..) يجوز كسر بائه وإسكانها.
          قال ابن التين: رويناه بالكسر. وفي ((الصحاح)) الوجهان، أي: مسترسل غير جعد.
          قال الداودي: رؤيته الطواف رؤيا عبادة، وسلف مثل هذا لابن عباس: أن رؤيا الأنبياء لا تعبر وأنها تكون على هيئتها، واحتج بقوله تعالى: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} [الصافات:102].
          قال أبو القاسم الأندلسي: وصف عيسى بالصورة التي خلقه الله عليها، ورآه يطوف، وهذه رؤيا حق؛ لأن الشيطان لا يتمثل في صورة الأنبياء، ولا شك أن عيسى في السماء، وهو حي، ويفعل الله في خلقه ما يشاء، قال: ووصف الدجال بصورته، قال: ودل هذا الحديث أن الدجال يدخل مكة دون المدينة؛ لأن الملائكة الذين على أنقابها يمنعونه من دخولها، وأنكر ذلك غيره، وقال: في هذا الدليل نظر.
          واسم ابن قطن: عبد العزى بن قطن بن عمرو بن حبيب بن سعيد بن عائذ بن مالك بن خزيمة، وهو المصطلق / بن سعد أخي كعب وعدي أولاد عمرو بن ربيعة، وهو لحي بن حارثة بن عمرو، وقد سلف هذا الحديث، وفيه قال الزهري: رجل من خزاعة هلك في الجاهلية. يعني: ابن قطن وأمه هالة أخت خديجة.