مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الكباث وهو ثمر الأراك

          ░50▒ باب الكباث، وهو ثمر الأراك
          فيه حديث جابر: ((كنا مع النبي صلعم بمر الظهران نجني الكباث)) الحديث.
          وسلف في أحاديث الأنبياء.
          والكباث بفتح الباء: النضيج من ثمر الأراك، وما لم يوقع منه فهو بَرير ومَرد، والأسود منه أشده نضجاً.
          واعترض ابن التين على تفسير (خ) الكباث بورق الأراك، وقال: إنه ليس بصحيح، والذي قاله أهل اللغة أنه ثمر الأراك، وهو ما رأيناه من نسخ (خ) كما قدمته. ثم قال: وقيل: هو نضيجه، فإن كان طريًّا فهو مرد، وقيل: عكسه.
          وقال أبو عبيدة: هو تمر الأراك إذا يبس ويبس له عجمه. وقال أبو زياد: هو ثمر يشبه التين، يأكله الناس والإبل والغنم. وقال أبو عمرو: هو حار مالح كأن فيه ملحاً.
          وفيه: إباحة أكل ثمر الشجر الذي لا يملك، وكان هذا في أول الإسلام عند عدم الأقوات. وقد أغنى الله عباده بالحبوب الكثيرة وسعة الرزق، فلا حاجة بهم إلى ثمر الأراك. قال الداودي: وخص الأنبياء برعاية الغنم؛ لأنها لا تركب فتزهو نفس راكبها.
          قلت: وإن كان بعضهم يركب تيوس المعز في البلاد الكثيرة الجبال، كما ذكره المسعودي وغيره.
          وفيه: أن رَعيها يورث السكينة والوقار(1).
          قوله: (أطيب) في بعض النسخ: ((أيطب)) وهو مقلوبة مثل جبذ وجذب، وهما لغتان.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: والحكمة في رعي الغنم دون غيرها لأنها سريعة الانقياد والحكمة في الرعي من حيث الجملة للأنبياء... في رعاية من يرعونه فإذا بين أحدهم كان قد تمرن لرعي من يرعاه)).