مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: طعام الواحد يكفي الاثنين

          ░11▒ باب طعام الواحد يكفي الاثنين
          فيه حديث أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلعم: ((طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة)) وأخرجه (م) (ت) وقال: حسن صحيح، (ن) ولفظ الترجمة أخرجه (ت) من حديث جابر مرفوعاً: ((طعام الواحد يكفي الاثنين)).
          والمراد: أن ما يشبع به اثنان يكفي ثلاثة، وما يشبع ثلاثة يكفي أربعة، وكذا إلى آخره، والكفاية ليست بالشبع والاستبطان، كما أنها ليست بالغنى والإكثار، ألا ترى قول أبي حازم: إذا كان ما يكفيك لا يغنيك فليس شيء يغنيك. قيل: إنما ذلك؛ لاجتماع الأيدي؛ وكثرة ما يسمى الله عليه، فتعظم بركته، وإنما هذا التقرب كما سيأتي عن عمر وقيل: معنى ذلك إذا كانت المواساة عظمت البركة.
          قال المهلب: والمراد بهذه الأحاديث الحث على المكارمة في الأكل، والمواساة، والإيثار على النفس التي مدح الله به أصحاب نبيه بقوله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ}الآية [الحشر:9].
          قال ابن المنذر: وحديث الباب يدل على أنه يستحب الاجتماع على الطعام، وأن لا يأكل المرء وحده، فإن البركة في ذلك.
          وقد ظهر أن المراد بالكفاية غير الشبع، فدعوى من قال: إن هذا ليس مشبعاً / على طريق الخلاف لا يلتفت إليه، وكذا قول من قال: أنه إذا كان طعام الواحد يكفي الاثنين، فقد صار طعام الاثنين كافياً للأربع، وكذا هلم جرا؛ لأن المقصود إنما هو طعام يشبع الواحد، فهو كاف للاثنين، وكذا ما بعده.