مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الأكل متكئًا

          ░13▒ باب الأكل متكئاً
          ثنا أبو نعيم، ثنا مسعر، عن علي بن الأحمر، قال سمعت أبا جحيفة قال النبي صلعم: ((لا آكل متكئاً)).
          ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير... إلى آخره.
          هذا الحديث من أفراده، وقال (ت): حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث علي بن الأحمر، عن عون ابن أبي جحيفة، عن أبيه قال: [قال] النبي صلعم فذكره. فأدخل بين علي وأبي جحيفة عوناً، فيحمل على أنه سمعه عون مرة ومرة من أبي جحيفة؛ لتصريحه في رواية (خ) بالسماع، فرواه مرة بعلو ومرة بنزول، وعون ثقة.
          وفي الباب أيضاً عن عبد الله بن عمرو أخرجه (د) من حديث ثابت البناني عن شعيب بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه قال: ما رئي رسول الله صلعم يأكل متكئاً قط. كذا قال شعيب بن عبد الله نسبة إلى جده ولولا هذا كان الحديث مرسلاً؛ لأن أباه لا صحبة له.
          ولما رواه ابن أبي عاصم قال أبوه عبد الله بن عمرو: فلا أدري: هل هو من قوله أو من قول الراوي عن شعيب؟.
          ولما ذكره ابن شاهين في كتابه قال: صحيح قال: وهو ناسخ للأكل متكئاً.
          وفي الباب أيضاً عن أبي الدرداء أخرجه ابن شاهين في كتابه مرفوعاً: ((لا آكل متكئاً)). وأخرجه عن ابن مسعود أيضاً ثم قال: هذا الحديث إن كان محفوظاً، وإلا فهو منكر.
          قال ابن شاهين: وقد كان أكل متكئاً ثم نهى عنه.
          فائدة: وذكر عن عطاء بن يسار أن جبريل رأى النبي صلعم يأكل متكئاً فنهاه. وعن أنس لما نهاه جبريل ما رأيته متكئاً بعد.
          قال ابن شاهين: والتشديد في هذا على وجه الاختيار منه لا على وجه التحريم، وآدابه أولى أن تتبع، وما تركه فلا خير فيه. وقد رخص في الأكل متكئاً.
          وفي (ن) من حديث بقية بن الوليد، بسنده عن محمد بن عبد الله بن عباس، قال: كان ابن عباس يحدث أن الله تعالى أرسل إلى نبيه ملكاً مع جبريل. قال: إن الله يخيرك بين أن تكون عبداً نبيًّا، وبين أن تكون عبداً ملكاً. فقال: ((لا، بل أكون نبيًّا عبداً)) فما أكل بعد تلك الكلمة طعاماً متكئاً.
          قال: محمد بن عبد الله نسبة إلى جده وإنما هو محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. وإن كان (خ) ذكره فيمن اسمه محمد بن عبد الله؛ لأن جماعة ذكروه كالأول. ولابن أبي شيبة من حديث مجاهد بن جبر قال: ما أكل رسول الله متكئاً قط إلا مرة قال: ((اللهم إني عبدك ورسولك)).
          فإن قلت: فقد روي أنه كان يأكل متكئاً؟ قلت: إسناده ضعيف.
          وإنما فعل الشارع ذلك؛ تواضعاً لله وتذللاً له، وبينه أيوب في حديثه عن الزهري أنه ◙ أتاه ملك لم يأته قبل تلك المرة ولا بعدها فقال: إن ربك يخيرك بين أن تكون عبداً نبيًّا أو ملكاً نبيًّا. فنظر إلى جبريل كالمستشير فأومأ إليه أن تواضع، فقال: ((بل عبداً نبيًّا)) فما أكل متكئاً.
          ومن أكل متكئاً لم يأت حراماً، وإنما يكره ذلك؛ لأنه خلاف التواضع الذي اختاره الله لأنبيائه، وقد أجاز ابن سيرين والزهري الأكل متكئاً.
          وقال ابن التين: قيل: كره؛ لأنه فعل المتكبرين. وقيل: لأنه فعل يكثر أكله فتنصب الموائد وتكثر الألوان، قال ◙: ((أنا لا أفعل ذلك، لكني آكل / البلغة وأجتزئ باليسير، فأقعد له مستوفزاً وأقوم عنه مستعجلاً)).
          وصرح ابن حزم بكراهة الأكل متكئاً فقال: نكرهه متكئاً، ولا نكرهه منبطحاً على البطن، وليس شيء من ذلك حراماً؛ لأنه لم يأت نهي عن شيء من ذلك، وما لم يتصل بنا تحريمه فهو حلال.
          وعند ابن عدي من طريق مرسلة: زجر النبي صلعم أن يعتمد الرجل على يده اليسرى عند الأكل، قال مالك: هو نوع من الاتكاء.
          فصل
          المراد بالمتكئ في الحديث المعتمد على الوطاء الذي تحته، وكل من استوى قاعداً على وطاء فهو متكئ كأنه أرخى مقعدته وسندها بالقعود على الوطاء الذي تحته، معناه: أي: إذا أكلت لم أقعد متكئاً فعل من يريد الاستكثار منه، ولكني آكل البلغة فأقعد مستوفزاً.
          وفي الحديث: كان يأكل وهو مقع، أي: أنه كان يجلس على وركه غير متمكن. وهو الاحتفاز والاستنفاز، وذكر بعضهم أن الاتكاء هو أن يتكئ على أحد جانبيه، وهو فعل المتجبرين، وأنه يمنع نزول الطعام كما ينبغي.
          قال والدي ⌂:
          (باب قوله: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ}) [النور:61].
          قوله: (النهد) بفتح النون وكسرها وإسكان الهاء وبالمهملة من المناهدة وهو إخراج كل واحد من الرفقة نفقة على قدر نفقة صاحبه، و(بشير) بضم الموحدة وفتح المعجمة (ابن يسار) ضد اليمين، و(سويد) مصغر أسود (ابن النعمان) بضم النون، و(الصهباء) بفتح المهملة وسكون الهاء وبالموحدة وبالمد.
          قال يحيى بن سعيد الأنصاري: هي منزل من خيبر.
          و(الروحة) ضد الغدوة، و(لُكنَاه) من اللوك يقال: لكته في فمي إذا علكته، و(عوداً وبدءاً) أي: عائداً ومبتدئاً؛ أي: أولاً وآخراً.
          فإن قلت: ما وجه مناسبة الحديث بالترجمة؟ قلت: اجتماعهم على لوك السويق من غير تفرقة بين المريض والصحيح والضرير والبصير.
          قال شارح التراجم: المقصود من الحديث قوله تعالى: {أَوْ صَدِيقِكُمْ} وقوله: {أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا} [النور:61] ووجه الدلالة من الحديث موافقة الآية جمع الأزواد وخلطها واجتماعهم عليها.
          قوله: (الخوان) بالكسر الذي يؤكل عليه معرب والأكل عليه من دأب المترفين وصنع الجبابرة، و(السفرة) هي الطعام يتخذه المسافر وأكثر ما يحمل في جلد مستدير فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به كما سميت المزادة راوية.
          قوله: (محمد بن سنان) بكسر المهملة وخفة النون الأولى، و(المسموطة) بالمهملتين هي التي أزيل شعرها ثم تشوى من السمط وهو إزالة الشعر.
          قوله: [(علي)] أي: ابن المديني، و(معاذ) بضم الميم وبالمهملة ثم المعجمة، ابن هشام الدستوائي، و(يونس) هو ابن أبي الفرات بضم الفاء وخفة الراء وبالفوقانية البصري الإسكاف.
          وقال علي بن المديني: هو المشهور بالإسكاف، والسكرجة بالمهملة والكاف والراء الشديدة المضمومات.
          قال التوربشتي: صوابه فتح الراء لأنه فارسي معرب، والراء في الأصل مفتوحة والعجم يستعملونها في الكواميخ وما أشبهها من الجوارشات على الموائد حول الأطعمة للهضم والنبي صلعم لم يأكل على هذه الصفة قط.
          قوله: (على ما كانوا يأكلونه) فإن قلت: الظاهر أن يقال على ما كان يأكله فلم عدل عن السؤال عن الجماعة؟ قلت: لما علم أن الصحابة يقتدون بسنته ويقتفون آثاره فاستغنى به عن / ذلك.
          قوله: (ابن أبي مريم) هو سعيد، و(حميد) مصغر: الحمد، و(بنى بها) أي: دخل عليها وزفها. الجوهري: الصواب بنى عليها وهو غير مُسلَّم، و(الحيس) الخلط من التمر والسمن ونحوه، و(النطع) بسكون الطاء وفتحها وكسر النون وفتحها.
          قوله: (محمد) أي: ابن سلام، و(أبو معاوية) محمد بن خازم بالمعجمة والزاي، الضرير، و(هشام) يروي عن أبيه عروة وعن محمد بن كيسان بفتح الكاف وتسكين التحتانية وبالمهملة، و(يعيرون ابن الزبير) أي يعيبون عبد الله(1)، و(أسماء) بوزن حمراء اسم أمه، و(النطاق) ما يشد به الوسط وشقة تلبسها المرأة وتشد وسطها ثم ترسل الأعلى على الأسفل إلى الركبة، و(أوكيت) من الوكاء وهو الذي يشد به رأس القربة، و(إيها) بكسر الهمزة وإسكان التحتانية، كلمة تستعمل في الاستدعاء والاستزادة، و(الإله) قسم.
          الخطابي: معناه الاعتراف بما كانوا يقولونه والتقرير لذلك من قولهم في استدعاء الشيء إيهاً.
          و(تلك شكاة ظاهر عنك عارها) مصراع من بيت الهذلي أوله:
          وعيرها الواشون أني أحبها
          يعني: لا بأس بهذا القول ولا عار فيه عليك، ومعنى (ظاهر) أنه قد ارتفع عنك ولم يعلق بك والظهور الصعود على الشيء والارتفاع أي: زائل عنك.
          قوله: (أبو النعمان) محمد المشهور بعارم بالمهملة والراء، و(أبو عوانة) بتخفيف الواو اسمه وضاح، و(أبو بشر) بالموحدة المكسورة، جعفر، و(أم حفيد) مصغر الحفد بالمهملتين والفاء اسمها هزيلة مصغر الهزلة ولها أخوات: أم خالد بن الوليد واسمها لبابة بضم اللام وخفة الموحدة الأولى وهي المشهورة بالصغرى، وأم ابن عباس وهي لبابة الكبرى، وميمونة زوج النبي صلعم أم المؤمنين كلهن بنات الحارث بن حَزن بفتح المهملة وسكون الزاي الهلالي.
          و(الأضب) جمع الضب، و(كالمتقذر) أي: كالكاره والقذارة ضد النظافة.
          قوله: (بشير) بضم الموحدة. فإن قلت: ما المقصود من ذكر ولم يتوضأ قلت بيان أنه لم يجعل أكل السويق ناقضاً للوضوء دفعاً لمذهب من يقول يجب الوضوء مما مسته النار مر الحديث آنفاً.
          قوله: (يسمى له) بلفظ المجهول أي: يذكر له اسم ذلك الشيء ويعرف له أحواله، و(محمد بن مقاتل) بكسر الفوقانية، و(أبو أمامة) بضم الهمزة ابن سهل بن حنيف مصغر الحنف بالمهملة والنون الأنصاري، و(خالد بن الوليد) بفتح الواو وكسر اللام المخزومي، و(محنوذاً) أي مشوياً، و(أختها) أي أخت ميمونة واسمها حفيدة بضم المهملة وفتح الفاء وإسكان التحتانية وبالمهملة قيل صوابه: أم حفيد بزيادة لفظ الأم ونقصان تاء التأنيث كما في الرواية المتقدمة لكن قال ابن الأثير في ((جامع الأصول)) أم حفيد اسمها حفيدة وكلاهما صحيح صواب.
          قوله: (يحدث ويسمى) بلفظ المجهول، و(أهوى يده) أي: أمالها. فإن قلت (الحضور) جمع الحاضر فلا مطابقة بين الصفة والموصوف في التأنيث؟ قلت: بعد تسليم أنه جمع لفظ المذكر المطابقة حاصلة أنه جمع الحاضر الذي هو بمعنى ذي كذا أو هو مصدر بمعنى الحاضرات أو لوحظ صورة الجمع في اللفظين إذ / لا يلزم من الإسناد إلى المضمر التأنيث.
          قال الجوهري في ((صحاحه)) في قوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف:56] لم يقل قريبة لأن ما لا يكون تأنيثه حقيقيًّا جاز تذكيره.
          قوله: (أحرام الضب) هو نحو أقائم زيد فجاز فيه الأمران، و(أعافه) أي: أكرهه.
          قوله: (يكفي الاثنين) قيل تأويله شبع الواحد قوت الاثنين. فإن قلت: مقتضى الترجمة أن الواحد يكتفي بنصف ما يشبعه، ولفظ الحديث: بثلثي ما يشبعه ولا يلزم من الاكتفاء بالثلثين الاكتفاء بالنصف، قلت: ذلك على سبيل التشبيه أو المراد منه التقريب لا التحديد والنصف والثلث متقاربان أو أنه ورد في غير هذه الرواية ((طعام الواحد كاف للاثنين)) رواه (م) من طرق فأشار (خ) إليه بالحديث المذكور كما هو عادته في أمثاله.
          قوله: (محمد بن بشار) بإعجام الشين، و(واقد) بالقاف والمهملة، ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، و(المعى) بكسر الميم مقصوراً جمعه: أمعاء بالمد وإنما عدي الأكل بفي على معنى أوقع الأكل فيها وجعلها مكاناً للمأكول قال تعالى: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} [النساء:10] أي: ملء بطونهم.
          فإن قلت: كثير من المؤمنين يأكل كثيراً والكافر بالعكس قلت: مراده أن من شأن المؤمن التقليل وشأن الكافر التكثير فجاز أن يوجد منهما خلاف ذلك أو هو باعتبار الأعم الأغلب.
          فإن قلت: ما وجه التخصيص بالسبعة؟ قلت: للمبالغة وقال الأطباء: لكل إنسان سبعة أمعاء المعدة وثلاثة متصلة بها رقاق، ثم ثلاثة غلاظ قالوا أسماؤها: الاثنا عشري والصائم والقولون واللفائفي بالفاءين، وقيل بالقافين وبالنون والمستقيم والأعور فالمؤمن يكفيه ملء أحدها، والكافر لا يكفيه إلا ملء كلها(2)، النووي: يحتمل أن يراد بالسبعة صفات هي الحرص والشره وطول الأمل والطمع وسوء الطبع والحسد والسمن وبالواحد في المؤمن سد خلته.
          وقال القاضي البيضاوي: أراد به أن المؤمن يقل حرصه على الطعام ويبارك له في مأكله فيشبع من القليل والكافر كثير الحرص لا يطمح ببصره إلا إلى المطاعم والمشارب كالأنعام فمثل ما بينهما من التفاوت في الشره بما بين من يأكل في معاً واحد ومن يأكل في سبعة أمعاء، وقيل: إنه في حق رجل واحد بعينه فقيل له على جهة التمثيل لأن كل كثير الأكل ناقص الإيمان وقيل: المقصود التقلل من الدنيا والحث على الزهد فيها لا الأكل بخصوصه مع أن قلة الأكل من محاسن أخلاق الرجل وإنما قال ابن عمر لا يدخل لأنه أشبه الكفار فكره مخالطته.
          قوله: (محمد بن سلام) بتخفيف اللام وتشديدها، و(عبدة) ضد الحرة، و(ابن بكير) مصغر البكر بالموحدة يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي، و(عمرو) هو: ابن دينار، و(أبو نهيك) بفتح النون وكسر الهاء وبالكاف قيل: إنه رجل من أهل مكة، و(أبو حازم) بالمهملة والزاي، سلمان الأشجعي.
          قوله: (أبو نعيم) مصغر النعم اسمه: الفضل بسكون المعجمة، و(مسعر) بكسر الميم وإسكان المهملة الأولى وفتح الثانية، و(علي بن الأقمر) بالقاف والراء الهمداني الوادعي بالواو [و]بالمهملتين، و(أبو جحيفة) مصغر الجحفة بالجيم ثم المهملة ثم الفاء اسمه وهب الصحابي. الخطابي: حسب العامة أن المتكئ هو المائل على أحد شقيه وليس كذلك بل المتكئ هنا هو المعتمد على الوطاء الذي تحته وكل من استوى قاعداً على وطاء فهو متكئ أي: إذا أكلت لم أقعد / متمكناً على الأوطئة فعل من يستكثر من الأطعمة ولكني آكل علقة من الطعام فيكون قعودي مستوفزاً له.
          قوله: (عثمان) ابن أبي شيبة بفتح المعجمة وتسكين التحتانية وبالموحدة، و(جرير) بفتح الجيم وكسر الراء الأولى، فإن قلت: ما الفرق بين لا آكل متكئاً ولا آكل وأنا متكئ؟ قلت: اسم الفاعل يدل على الحدث والجملة الاسمية عليه وعلى الثبوت فالثاني أبلغ من الأول في الإثبات، وأما في النفي فبالعكس فالأول أبلغ.
          الزركشي:
          (بشير) بضم الموحدة، (ابن يسار) بفتح المثناة تحت وبعدها سين مهملة مولى حارثة بن الأوس.
          (على روحة) أي: مقدار روحة وهي المرة من الروح.
          (قال سفيان: سمعته منه عودًا وبدءًا) مصدران في موضع الحال.
          (الخوان) بضم الخاء وكسرها، ويقال الخوان الذي يؤكل عليه، وجمعه أخونة وخون.
          (بنى بصفية) كذا وقع بالباء، قال الجوهري: يقال بنى على أهله، أي زفها، والعامة تقول: بنى بأهله وهو خطأ.
          وليس كما قال؛ فعن ابن دريد: بنى بامرأته بالباء كأعرس بها، حكاه صاحب ((الغريب)).
          (السفرة) ما يوضع عليه الطعام، وفي المجمل السفرة الطعام الذي يتخذ للمسافر، وبه سميت الجلدة سفرة.
          (يعيرونك بالنطاقين) الأفصح تعدية عير بنفسه.
          (هل تدري ما كان النطاقين) صوابه النطاقان، والنطاق: ما يشد به الوسط.
          (إيهًا) كلمة تستعمل في استدعاء الشيء، قال صاحب ((الغريب)): ((إيها)) تصديق وارتضاء كأنه قال: صدقت، ويروى ((إيهٍ)) بكسر الهاء والتنوين، وهي كلمة استزادة، ومعناه: زدني من هذا الكلام، وقد تأتي: ((إيهاً)): بمعنى كف، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام لأصيل الغفاري ((إيهًا أصيل)) أي: كف.
          (تلك شكاة) قال السفاقسي: ضبطت بكسر الشين وفتحها، وهو الصحيح؛ لأنه مصدر شكا يشكو شكاة وشكوى وشكاية.
          (ظاهر عنك) أي: زائل، قال الأصمعي: ظهر عنه العار إذا ذهب وزال، أي: لا عار فيه علي.
          (أن أم حفيد) بحاء مهملة مضمومة؛ اسمها هزيلة بنت الحارث، ويقال: أم حفيدة بهاء آخره، وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي، يقال لها أيضًا: حفير وأم عفير بالحاء والعين، وكانت نكحت من الأعراب.
          (وأضبًا) بفتح الهمزة: جمع: ضب كأكف وكف، وهو جمع قلة.
          قوله: ((ما أكلت على مائدة النبي صلعم)) لا يخالف ما سبق من نفي الخوان؛ لأن المائدة ما يوضع عليها الطعام صيانةً من الأرض من سفرة ومنديل وشبهها لا الموائد المعدة لها التي يسمونها خوانًا من خشب وشبهه، فلا يقال للخوان مائدة إلا إذا كان عليها طعام.
          (باب ما كان النبي صلعم لا يأكل حتى يسمى له)
          قد يستشكل دخول النافي على النافي، وجوابه أن النفي الثاني مؤكدٌ للأول، والأصل: كان النبي صلعم لا يأكل شيئًا حتى يسمى له، وقد ثبت في بعض الأصول ما كان يأكل حتى يسمى له.
          وحمل ابن عمر الحديث على ظاهره أن كثير الأكل يكون ناقص الإيمان، وهو خلاف ما عليه الجمهور أن الكامل يقل من الطعام ويؤثر على نفسه لما يرجو من ثوابه، وأن الكافر يستكثر منه ويستأثر به لا يدخره للآخرة، وقد روي أن ذلك في رجل بعينه.
          (عن أبي هريرة أن رجلًا كان يأكل كثيرًا فأسلم) فكان يأكل قليلًا، فذكر ذلك للنبي صلعم فقال الحديث، قال أبو عبيدة في ((غريب الحديث)) أهل مصر يروى أن هذا الحديث في أبي نضرة الغفاري وحكى ابن إسحاق أنه ثمامة بن أثال الحنفي وقيل: جهجاه الغفاري حكاه ابن بطال وقيل: نضلة ابن عمرو الغفاري.
          (لا آكل متكئًا) أي: إذا أكلت لم أقعد متمكنًا فعل من يريد الاستكثار منه، ولكن آكل بلغة فيكون قعودي له مستوفزًا.
          قال أبو السعادات / : ومن حمل الاتكاء على الميل على أحد الشقين تأوله على مذهب الطب؛ فإنه لا ينحدر في مجاري الطعام سهلًا ولا يسيغه هنيئًا، وربما يتأذى به انتهى كلام الزركشي.
          أقول:
          قوله: (سكرجة) بضم السين والكاف والراء والتشديد، وهو إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم، وهي فارسية وأكثر ما يوضع فيها الكوافح، ومنه اشتق السكروان.
          قوله (فلكناه) اللوك إدارة الشيء في الفم والمضمضة المطهرة يقال: مضمض الإناء إذا جعل فيه الماء وحركه ليتبطن المضمضة بالفم كله، والمصمصة بالصاد المهملة بطرف اللسان.
          قوله: (أضبا) جمع ضب وهو حيوان لطيف يشبه الورك يقال: أضبت الأرض إذا كثر ضبابها وهي أرض مضببة أي: ذات ضباب مثل مأسدة ومدأبة ومرتعة، أي: ذات أسد ودئاب ومراتع وجمع المضبة مضبات وقيل: أرض مضبة بضم الميم وكسر الضاد، والمعروف فتحها، وأما مضبة فهي اسم فاعل من أضبت كأعدت فهي معدة.
          وقوله: (أعافه) أي: أتحاذره ولا أختاره ولا أميل إليه، أقول: فإن قلت: ذكر أنها بأرض الحجاز كثيرة والنبي صلعم حجازي فكيف يوجه قوله صلعم ((لم تكن بأرض قومي))؟ قلت: كأنه صلعم جعل مكة وما حولها أرض قومه وليس الضب بها كثيراً، وإنما يكثر بأرض نجد لا بأرض مكة وما حولها، أو معناه ليس بأرض قومي مأكولاً لا أنها ليست موجودة، أو أنه ◙ ما علم في ذلك الحين أنها توجد بأرض قومه فقال بحسب زعمه وظنه إنها ليست بأرض قومي أو يقال معناه: لم تكن بأرض قومي كثيرة أو معناه لم تكن مأكولة بأرض قومي كثيراً، وإنما تأكله رعاع العرب ورعاة دوابهم أو فقراؤهم أو أنه كنى عن الحضر بأرض قومه يعني بالحاضرة والله أعلم.
          قوله: (الكافر يأكل في سبعة أمعاء) سبق توجيهه فإن قلت: عد ستة أمعاء فأين السابع؟ قلت: إما أن يراد المعدة أيضاً معاً أو يراد عروق الماساريقا فإنها تشبه الأمعاء وهي عروق دقاق في جوف الكبد متصل بالمعدة ينزل الغذاء فيها كما... الثخين، والهضم الثاني يحصل فيها والهضوم أربعة في المعدة ثم في الكبد بواسطة عروق الماساريقا ثم في العروق ثم في الأعضاء وبعضهم زاد خامساً وهو في الفم، واستدلوا بأن الحنطة الممضوغة تنضح الدماء على خلاف الحنطة المدقوقة فعلم أن قد حصل لها في الفم حالة لم تحصل بالدق وغيره.
          قوله: (لا آكل متكئاً) المتكئ في العربية كل من استوى قاعداً على وطاء متمكناً، والعامة لا تعرف المتكئ إلا من مال في قعوده معتمداً على أحد شقيه كما قاله الخطابي وذكرناه والياء فيه بدل من الواو وأصله من الوكاء وهو ما يشد به الكيس وغيره كأنه أوكأ مقعدته وشدها بالقعود على الوطاء الذي تحته.
          ويؤيده الحديث في باب الوضوء ((وكاء السه العينان)) ومن حمل الإيكاء على الميل إلى أحد الشقين تأوله على مذهب الأطباء فإنه لا ينحدر في مجاري الطعام سهلاً ولا يسيغه هيناً وربما تأذى به، بيان ذلك أن المعدة كالرق فإذا جلس الإنسان ممكناً [مـ]ـقعده على الوطاء تبقى المعدة مستقيمة فتسع كثيراً وإذا كان الإنسان مائلاً كانت... ملقى على الأرض فإنه لا شك يسع أقل ما يسعه إذا كان مستقيماً، وهذا مشاهد محسوس فالغرض من الحديث أن لا آكل أقل من يستكثر منه ولكن آكل بلغة، ولهذا ذكر أنه كان ◙ يجلس مقعيًّا والقرفصاء ويأكل ليكون أكله قليلاً.
          فإن قلت: بوب (خ) بقوله طعام الواحد يكفي الاثنين وذكر في الحديث طعام الاثنين كافي الثلاثة / وطعام الثلاثة كافي الأربعة؟ قلت: قد جاء في رواية أخرى طعام الواحد يكفي الاثنين، وكان (خ) اكتفى بالمعنى الذي في الترجمة وهو أن طعام جماعة يكفي لمن زاد عليهم أيضاً كالاثنين للثلاثة وكالثلاثة للأربعة ففيه معنى ما في الترجمة.
          فإن قلت: إذا كان الطعام الواحد يكفي الاثنين كان الظاهر أن يقال طعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الثلاثة يكفي الستة وهلم جرًّا على هذا المنوال؟ قلت: المراد ليس العدد بل المراد أن الطعام المعد لواحد يكفي الاثنين وليس بعد الواحد عدد غير الاثنين، وأما في الثلاثة والأربعة المقصود أن من ورد على جماعة وعندهم مقدار حاجتهم فإن جاء الاثنين ثالث والثلاثة رابع كفى ما كان يأكله الاثنان للثلاثة وما كان للثلاثة للأربعة وهلم جرًّا والمقصود أن لا يستكره ورود الضيف وأن يرغب إلى الإيثار والمواساة للمحتاجين فإن الله يبارك في المأكول عند ورد الضيف، والضيف يأتي برزقه وبين الشارع مثله ليعقل والله أعلم.
          قوله: (المؤمن يأكل في معاً واحد) الحديث قيل: معناه أن المؤمن لا يأكل إلا من الحلال ويتوقى الحرام والشبهة والكافر لا يبال بما أكل ومن أين أكل وكيف أكل، وقيل: إن المؤمن لنظره في حل مطعمه وحذره من الحساب عليه لا يأكل كثيراً، والكافر لا اهتمام له بشيء من ذلك فيأكل كثيراً، قال ابن العربي في ((أحكام القرآن)) في قوله تعالى: {كُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ} [الأعراف:31]، وذكر هذا الحديث.
          قال ذلك إن قلت المؤمن لما تنور بنور التوحيد نظر إلى الطعام بعين التقوى على الطاعة فأخذ منه قدر الحاجة وحين كان مظلماً بالكفر كان أكله كالبهيمة ترتع حتى تثلط.
          وقال بعض الصوفية: إن الأمعاء السبع كناية عن أسباب سبعة تأكل بها البهيمة تأكل للحاجة وللخير والنظر والشم واللمس والذوق وتريد استعفافاً. انتهى كلامه.
          قوله: (لا آكل متكئاً) المراد الجالس المعتمد على وطائته وقيل المائل على جنب وهل هو حرام على النبي صلعم أو مكروه قولان للعلماء، وفي حقنا مكروه قولاً واحداً.
          والأكل الكثير قد كرهه جميع العقلاء والأطباء في جميع الأديان فإنه يضر في الدنيا والآخرة، أما الدنيا فيتأذى بدنه وربما يصير ذلك سبباً لأمراض عديدة وأقلها أن يمتنع بأكله كثيرة من أكلات ويحصل له التخمة والبيضة وهما مرضان رديان وأصل كل مرض، وقد قال صلعم: ((البطنة رأس كل داء)) وقيل: لو قيل لأهل المقابر ما كان سبب موتكم لقال أكثرهم كثرة الأكل وقيل أصل الأمراض كلها كثرة الأكل وكثرة الجماع وكثرة النوم، وأما في الآخرة فإنه من أكل كثيراً نام كثيراً، ومن نام كثيراً ذهل عن الواجبات، وغفل عن السنن المندوبات فقل أجره في الآخرة.
          وقد قال بعض العقلاء: كل قليلاً تعش كثيراً ومضراة كثرة الأكل لا يسع ذكرها في هذا المحل.
          وقال بعضهم: من كانت همته ما يدخل في بطنه فنقمته ما يخرج من بطنه وقد قال ◙: ((ما ملئ وعاء شراً من بطن)) وأقل ما في الباب أنه يورث الجشاء ويؤذي الجلساء ويكثر تردده إلى بيت الخلاء، وثم الروائح المؤذية، وذكر أن بعض الصوفية ورد إلى بعض الخوانق فدخل بعد ثلاثة أيام الخلاء مرة واحدة فلما خرج من الخلاء أخذ حوائجه وخرج من الخانقاه فقال له أهل الخانقاه وقد بانوا به إلى أين تذهب؟ فقال: استحييت من أهل هذه البقعة من كثرة دخول الخلاء يعني مرة في ثلاثة أيام هذه طريقة العقلاء الصلحاء.
          وقال بعضهم: ليس الشجاع من يلاقي الفرسان إنما الشجاع من يملك نفسه عند وضع الخوان بين الإخوان.
          وقد رأى بعض الأطباء من يأكل أكلاً ذريعاً والطبيب صابر يأكل أكلاً قليلاً فقال له الآكل: لم لا تأكل كما آكل أنا فقال: أنت تعيش لتأكل وأنا آكل لأعيش، وهو كلام حسن.
          قال الشيخ الإمام أحمد بن الخليل بن سعادة الخوبي ☼ في ((أقاليم التعاليم)) في شرح حديث المؤمن يأكل في معاء واحد / الحديث.
          ما معنى سبعة أمعاء يقول: السبع عند العرب عدد كثير لأنهم رأوا أكثر الأشياء على سبعة، فإن الزمان مجراه بسبعة أيام هي الأسبوع والسموات سبع والأقاليم سبع فصار السبع عندهم غاية الكثرة يعني: أنهم إذا قالوا واحد اثنان ثلاثة إذا وصلوا إلى الثمانية قالوا: وثمانية، وبعض الناس يقول: وثامنهم كلبهم وإذا ثمانية ويقول: وفتحت أبوابها الواو فيها واو الثمانية؛ لأن أبواب الجنة ثمانية ويقول والناهون عن المنكر ذكر الواو في الثامن، وفي قوله تعالى: {ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [التحريم:5] ذكر الواو في الثامن؛ لأن السبعة تم عندها العدد ويكون ما بعده مستأنفاً فقوله: في سبعة أمعاء؛ أي: يأكل كثيراً، غاية الكثرة وبه فسر قوله: {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} [لقمان:27] وقوله: سبعون ذراعاً لزيادة الطول(3).
          قال: وجميع المعاء ستة فكيف يأكل الكافر في سبعة وهذه الستة هي الاثنا عشري سمي به لأن طوله اثنا عشر إصبعاً بأصابع صاحبه مضمومة بعضها إلى بعض، وهي قريب من شبر وقريب من نصف ذراع بالحديد، فإن الذراع أربعة وعشرون إصبعاً والثاني الصائم وهو فمه متصل بآخر الاثنا عشري، والثالث اللفائف، والرابع الأغور والخامس قولون،.
          والسادس هو المعاء المستقيم وهو آخر الأمعاء تقول فيه الحكة التي من عرف عرف بعض ما يدل على إحاطة رسول الله صلعم بالعلوم التي يعلمها الناس، وهي أن من جملة ما يشبه المعاء الماساريقا فإنها يقال فيها أنها عروق وليست بعروق؛ لأن العرق إما وريد وإما شريان، وهي ليست بشيء منها وفائدتها فائدة الأمعاء لأن الأمعاء وضعت لينفذ فيها ما انهضم في المعدة والماساريقا ينزل فيها الصافي الرقيق إلى الكبد وينصب الغليظ الثفلي في الاثني عشري، فالأمعاء من هذه الحيثية سبعة فالمؤمن يأكل في معاً واحد لأنه يأكل بقدر ما تقوم به يديه، وذلك يقتضي أن لا يكون له ثفل، وكان ينبغي أن ينهضم كله ويصفو وينزل في الماساريقا والقدر الذي ينفصل منه يكون غذاء الأمعاء فلا يبقى فيها شيء فهو يأكل بقدر ما ينزل في الماساريقا ويصير دماً جيداً ويقول بدل ما يتحلل، ومنه النشوء والنماء، وحصول المني الذي منه يخلق الله الآدمي والكافر يأكل بقدر ما يملأ الماساريقا والأمعاء الستة المذكورة فهو يأكل في سبعة أمعاء.
          ووجه آخر: وهو أنا إذا قلنا أن الماساريقا عروق ولا نسميه معاء فالمري موضوع في مقابلة الاثني عشري فإن فم الاثني عشري متصل بأسفل المعدة، وفم المعدة متصل بأسفل المري، والمري يدخل المعدة كما أن الاثني عشري مخرج المعدة والمري واسع معبر، والطعام كالاثني عشري فإذاً الأمعاء في المعنى سبعة، الستة المذكورة والمري، والمؤمن يأكل بقدر ما يصل من فمه إلى المعدة وينهضم فيها، ولا يبقى له ثفل يعتد به، والكافر يأكل ما يغير في المري والأمعاء الستة ويخرج منها المأكول الكثير على أصح صورة، فعلم أن النبي صلعم علم تشريح الأبدان على أتم وجه.
          وقال: سئل عالم طريف عن شارب الخمر وقيل له: إن الواحد منا لا يقدر أن يشرب من الحلاب المعطر الحلو الطيب مقدار رطل وشارب الخمر قد يشرب من الخمر المر المقر مقدار سبعة أرطال فقال العالم: الخمر في الدنيا مشروب الكفرة والحلاب مشروب المؤمن المؤمن / تمري والكافر خمري وقد قال النبي صلعم: ((المؤمن يأكل في معاء واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء)).
          قال: شبه بعضهم البطن بجهنم وقال: له سبعة أبواب الفم والعينان والأذنان والفرجان(4) فالآفة تأتي من كل باب وله سبع دركات على الأمعاء السبعة وعلى السبعة عشر زبانية وهي القوى الطبيعية السبع وهي الحادبة والماسكة والهاضمة والدافعة والغادية والنامية أي: النمية والمولدة.
          والحواس النفسانية العشر خمس باطنة هي الحس المشترك والخيال والوهم والذاكرة والمخيلة، وخمس ظاهرة وهي السمع والبصر والشم والذوق واللمس واثنان حيوانيان الشهوة والغضب.
          وقال: المؤمن إذا ترك الأكل في سبعة أمعاء أمكنه أن يسجد في جوف الليل على سبعة آراب، والكافر إذا أكل في سبعة أمعاء لم يسجد في وسط النهار على سبعة آراب فجزى المؤمن وقال: أعملت سبعة آراب فأغلقت عليك سبعة أبواب، وجازى الكافر، وقال: ملأت سبعة أمعاء فملأت منك من النار سبعة أجزاء انتهى كلام الخوبي ⌂.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: لا أعلم ما كان سبب التعيير، هل هو كون نطاقين لها وهذا لا يعير به، أو غير ذلك، أو أنها شقته نصفين وأوكت فربطت به السقاء والسفرة فهذه أعلى المناقب لأنها ساعدت النبي وصاحبه في التوجه في الهجرة إلى جهادهما)).
[2] في هامش المخطوط: ((أقول: غير ممكن من جهة الطب أن ينزل الغذاء دفعة في السبعة، وإنما ينزل دفعة إلى المعدة ثم ينزل بالتدريج إلى معاً معاً بعد عمل الطبيعة في الغذاء ويهضمه أربعة هضوم أو خمسة، ويصل فضلات الغذاء إلى الأمعاء الستة هذا قول الأطباء)).
[3] في هامش المخطوط: ((أقول: هذا فيه إشكال وذلك أن الكثرة في سبعين ذراعاً في الطول فما قال لها في كثرة العذاب في النار وكثرة أنواعه بل في الطول وهاهنا كان القياس أن تكون الكثرة في الأمعاء لا في الأكل فكون السبعة الأمعاء تدل على كثرة الأكل فيه نظر فتأمله)).
[4] في هامش المخطوط: ((أقول: لم يذكر الأنف كأنه والفم مجرى واحد)).