مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الرطب والتمر

          ░41▒ باب الرطب والتمر
          فيه حديث جابر كان بالمدينة يهودي، وكان يسلفني... الحديث.
          تعليق محمد بن يوسف سلف مسنداً عن مسلم بن إبراهيم، عن وهيب، عن منصور، ومنصور: هو ابن عبد الرحمن بن طلحة بن الحارث بن طلحة ابن أبي طلحة الحجبي.
          وحديث جابر سلف غير مرة، ورواه عن سعيد بن أبي مريم، عن أبي غسان، عن أبي حازم، وأبو غسان اسمه محمد بن مطرف، وأبو حازم سلمة بن دينار.
          وقول جابر: (فجلست، فخلا عاماً) قال صاحب ((المطالع)): كذا للقابسي وأبي ذر وأكثر الرواة أي: اختطفت أي: كل ما نبتت فيها. يقال: اختلست الشيء: اختطفته. ولأبي الهيثم: فخاست نخلها عاماً. وللأصيلي: فحبست.
          وصوابه الثاني أي: خالفت معهود جملها، يقال: خاس العهد: إذا خانه، وخاس الشيء: إذا تغير أي: فتغير نخلها عما كان عليه، وكان أبو مروان بن سراح، يصوب الأولى إلا أنه يصلح ضبطها: فجلست أي: عن القضاء، فخلا يعني: السلف عامًا، لكن ذكره للأرض في أول الحديث يدل على أن الخبر عنها لا عن نفسه.
          والرطب والتمر: من طيب ما خلق الله وأباحه للعباد، وهو جل طعام أهل الحجاز، وقد دعا إبراهيم ◙ لثمر مكة بالبركة، ودعا رسول الله صلعم لثمر المدينة بمثل ما دعا إبراهيم لمكة، ومثله معه. فلا تزال البركة في ثمرهم وثمارهم إلى الساعة.
          وظاهر هذا الحديث أن الدين كان على جابر، والذي في أكثر الأحاديث أنه على والد جابر.
          وثبت أنهم كانوا لا يحلون من دين عليهم، وكان ◙ يتعوذ من المغرم، ومات ودرعه مرهونة عند يهودي، فدل أن تعوذه كان من كثير الدين.
          وفيه: أكله ◙ عند بعض أصحابه، قال ابن التين: ولا يجوز ذلك للأمة؛ إذ ليس فيهم من قوة اليقين، ولا ممن يطعمه ما في رسول الله.