مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الأدم

          ░31▒ باب الأدم
          فيه حديث عائشة في قصة بريرة وفيها: فأتي بخبز وأدم من أدم البيت. وفيه كما قال الطبري البيان: أنه ◙ كان يؤثر في طعامه اللحم على غيره إذا وجد إليه سبيلاً؛ وذلك أنه لما رأى اللحم في منزله قال: ((ألم أر لحماً؟))، فقالوا: إنه تصدق به على بريرة، فدل هذا على إيثاره ◙ اللحم فألحق على كل ذي لب أن يؤثر اللحم في طعامه لإيثاره ◙ له.
          ولما حدثنا به سعد بن عنبسة الرازي بسنده عن ابن بريدة، عن أبيه: أن النبي صلعم قال: ((سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم)) فإن قيل: فقد قال عمر بن الخطاب لرجل يكثر الاختلاف إلى القصابين: اتقوا هذه المجازر على أموالكم؛ فإن لها ضراوة كضراوة الخمر، وعلاة بالدرة.
          وروى الحسن أن عمر دخل على ابنه عبد الله فرأى عنده لحماً طريًّا فقال: ما هذا؟ قال: اشتهيناه. فقال: وكلما اشتهيت اللحم أكلته، كفى بالمرء سَرَفاً أن يأكل كل ما يشتهي.
          وقال أبو أمامة إني لأبغض / أهل البيت أن يكونوا لحميين قيل: وما اللحميون؟ قال: يكون لهم قوت شهر فيأكلونه في اللحم في أيام.
          وقال يزيد بن أبي حبيب: البطينة: طعام الأنبياء.
          وقال ابن عون: ما رأيت على خوان محمد لحماً يشتريه إلا أن يهدى له، وكان يأكل السمن والكافخ. قال الطبري: وهذه أخبار صحاح ليس فيها خلاف لشيء مما تقدم.
          فأما كراهة عمر فإنما كان خوفاً منه عليه الإجحاف لما رأى كثرة شرائه له إذ كان قليلاً عندهم، وأراد أن يأخذ بحظه من ترك شهوات الدنيا وقمع نفسه، يدل عليه قوله: كفى.. إلى آخره.
          وأما أبو أمامة فقد أخبر بالعلة التي لها كره أن يكون أهل البيت لحميين، وهو تبذير[هم] وتدميرهم. وأما ابن سيرين فإنما ترك شراءه؛ لأنه لزمه الدين وفلس من أجله فلم يكن عنده لها قضاء، والحق عليه ما فعل من التقصير في عيشه وترك التوسع في مطعمه؛ حتى يؤدي ما عليه لغرمائه، وكان إذا وجد من غير الشراء لم يؤثر عليه غيره.
          وأما قول يزيد بن أبي حبيب فمعناه والله أعلم نحو معنى فعل عمر في تركه ذلك؛ إشفاقاً أن يكون بأكله ممن يدخل في جملة من أذهب طيباته في حياته الدنيا. مع أن التأسي بالشارع أولى بنا من التأسي بغيره، وكان لا يؤثر على اللحم شيئاً ما وجد إليه السبيل.
          ثم ساق حديث جابر: ذبحت لرسول الله عناقاً وأصلحتها، فلما وضعتها بين يديه، نظر إلي وقال: ((كأنك قد علمت حبنا للحم)).
          وبمثل ما قلناه كان السلف يعملون، روى الأعمش، عن أبي عباد، عن أبي عمرو الشيباني قال: رأى عبد الله مع رجل دراهم فقال: ما تصنع بها؟ قال: أشتري سمناً. قال: أعط امرأتك نصفها تحت فراشها ثم اشتر كل يوم بدرهم لحماً. كما وكان للحسن كل يوم لحم بنصف درهم، وقال ابن عون: إذا فاتني اللحم فما أدري بما أئتدم.
          وقول القاسم: كان في بريرة ثلاث سنن. اعترض الداودي فقال: تشتمل على نحو ثلاثين. قلت: وصلت إلى نحو الأربعمائة، وأفردت بالتأليف.
          والجواب: إن هذه الثلاث مهمات.
          قوله ◙: ((لو شئت شرطتيه لهم، فإنما الولاء لمن أعتق)). وفي أكثر الأحاديث: ((اشترطي لهم الولاء)).
          واحتيج إلى الجواب إما بأن اللام بمعنى: على؛ كقوله: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الإسراء:7] أو لأن الشرط لم يقارن بل سبق، أو أن هشاماً انفرد به، فلعله نقله على المعنى، أو أنه أولاً مرا به كما كانوا يفعلونه في الجاهلية ثم منعها عنه، أو أنه خاص بتلك الواقعة. وقال الأصيلي: معناه: لا يلزمه؛ لأن الولاء لمن أعتق، يؤيده رواية (خ) ((ودعيهم يشترطون ما شاءوا)).
          قولها: (فخيرت بين أن تقر تحت زوجها، أو تفارقه) يصح أن يكون أصله من وقر، فالراء مخففة، قال الأحمر في قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:33] ليس من الوقار، وإنما هو من الجلوس يقال: وقرت أقر؛ فعلى هذا المحذوف من يقر فاء الفعل، وهي الواو، ويصح أن تكون القاف مفتوحة من قولهم: قررت بالمكان أقر، قيل: هو بمعنى الآية المذكورة، أصله: واقررن، حذفت الراء الأولى للتضعيف، وألقيت حركتها على القاف، فاستغنى عن ألف الوصل لتحرك القاف. ويجوز كسر القاف وتشديد الراء من قر يقر، ويؤول ذلك على قراءة (وقرن في بيوتكن) بكسر القاف، وأصله: واقررن وسبق إعلاله آنفاً. ولغة أهل الحجاز: قررت بالمكان، بكسر الراء وبالفتح أيضاً، ذكره أجمعه ابن التين.
          قال والدي ⌂:
          قوله: (عمرو بن مرة) بضم الميم وشدة الراء الجملي بالجيم المفتوحة، و(مرة) بالميم المضمومة وبالمشددة الهمداني بسكون الميم ومرت مباحث الحديث في كتاب الأنبياء في باب مريم مستوفاة.
          وقال ابن بطال: عائشة مع رسول الله صلعم ومريم مع عيسى ◙ ودرجة محمد فوق درجة عيسى ودرجة عائشة أعلى وهو معنى الأفضل(1).
          قوله: (عمرو بن عون) بفتح المهملة وبالواو وبالنون / الواسطي، و(أبو طوالة) بضم المهملة وخفة الواو عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، و(عبد الله بن منير) بفاعل الإنارة بالنون والراء المروزي، و(أبو حاتم) بالمهملة اسمه أشهل بسكون المعجمة الجمحي بضم الجيم وفتح الميم وبالمهملة، (ابن عون) بالفتح وبالنون عبد الله البصري، و(ثمامة) بضم المثلثة وتخفيف الميم ابن عبد الله بن أنس بن مالك، و(الدباء) بالمد والقصر، و(بعد) مبني على الضم، و(المسموطة) التي أزيل شعرها ثم شويت.
          قوله: (هدبة) بضم الهاء وإسكان المهملة وبالموحدة ابن خالد القيسي ونفى أنس العلم وأراد نفي المعلوم أعني الرؤية ثم أراد منه نفي أكل رسول الله صلعم.
          قال شارح التراجم: مقصوده جواز أكل المسموط ولا يلزم من كونه لم ير شاة سموطاً أنه لم ير عضواً مسموطاً فإن الأكارع لا توكل إلا كذلك وقد أكلها، وفي الحديث إشارة إلى أن المرقق والمسموط كان حاضراً عنده وأنه جائز الأكل حيث قال كلوا.
          قوله: (خلاد) بفتح المعجمة وشدة اللام ابن يحيى، و(عبد الرحمن بن عابس) بالمهملتين وبالموحدة ابن ربيعة بفتح الراء النخعي، و(الأضاحي) بتخفيف الياء وتشديدها، و(ثلاث) أي: ثلاثة أيام، و(ما فعله) أي: ما فعل نهى الأكل إلا للضرورة وعند احتياج الناس إليه، و(إن كنا) مخففة من الثقيلة، و(الكراع) في الغنم وهو مستدق الساق، و(مأدوم) أي مأكول بالإدام، و(ثلاثة أيام) أي: متواليات، و(ابن كثير) ضد: القليل محمد.
          قوله: (عمرو) هو ابن دينار، و(عطاء ابن أبي رباح) بفتح الراء وخفة الموحدة، و(الهدى) ما يهدى إلى الحرم من النعم، و(محمد) هو: ابن سلام، و(ابن عيينة) هو سفيان، و(ابن جريج) هو عبد الملك، و(عمرو بن أبي عمرو) بالواو في اللفظين مولى المطلب بتشديد المهملة وتخفيف اللام المكسورة (ابن عبد الله بن حنطب) بفتح المهملتين وإسكان النون بينهما وبالموحدة، و(أبو طلحة) اسمه زيد بن سهل زوج أم أنس، و(الهم والحزن) بمعنى واحد وقيل الهم لما تصوره العقل من المكروه الحالي والحزن لمكروه وقع في الماضي، و(العجز) ضد القدرة، و(الكسل) التثاقل عن الأمر ضد الخفة والجلادة، و(البخل) ضد الكرم، و(الجبن) ضد الشجاعة، و(ضلع الدين) بالفتحتين ثقله وشدته.
          واعلم أن أنواع الفضائل ثلاثة: نفسية وبدنية وخارجية، والنفسانية ثلاثة: بحسب القوى الثلاث التي للإنسان العقلية والغضبية والشهوية فالهم والحزن مما يتعلق بالعقلية والجبن بالغضبية والبخل بالشهوية والعجز والكسل بالبدنية، والثاني عند سلامة الأعضاء وتمام الآلات والأول عند نقصان عضو كما في الأعمى والأشل والضلع والغلبة بالخارجية والأول مالي والثاني جاهي فهذا الدعاء من جوامع الكلم له صلعم.
          قوله: (صفية بنت حيي) بضم المهملة وخفة التحتانية الأولى المفتوحة وشدة الثانية، و(حازها) بالمهملة والزاي، اختارها من الغنيمة وكل من ضم إلى نفسه شيئاً فقد حازه، و(يحوي) أي: يجمع ويدور، و(القباء) ضرب من الأكسية، و(الصهباء) بفتح المهملة وبالمد موضع، و(النطع) فيه أربع لغات، و(يحبنا) الظاهر أنه مجاز أو إضمار أي: يحبنا أهله وهم أهل المدينة ويحتمل الحقيقة لشمول قدرة الله تعالى والمثلية بين حرم المدينة ومكة في الحرمة فقط لا في الجزاء وغيره.
          فإن قلت: لفظ به زائدة؟ قلت: لا بل مثل منصوب بنزع الخافض أي أحرم بمثل ما حرم به.
          فإن قلت: ما ذاك؟ قلت: دعاؤه بالتحريم أو حكمه بالتحريم ويحتمل أن يكون معناه أحرم ما بين جبليها بهذا اللفظ وهو أحرم مثل ما حرم به إبراهيم ◙ (2).
          و(المد) رطل وثلث رطل أو رطلان، و(الصاع) / أربعة أمداد والمقصود بارك لهم فيما يقدر بالمد والصاع وهو الطعام أو البركة في الموزون به يستلزم البركة في الموزون.
          قوله: (سيف) بفتح المهملة وإسكان التحتانية ابن أبي سليمان المخزومي بالمعجمة والزاي، و(عبد الرحمن ابن أبي ليلى) بفتح اللامين الأنصاري، و(حذيفة) مصغر الحذفة بالمهملة والمعجمة والفاء، ابن اليمان.
          قوله: (غير مرة) أي لولا أني نهيته مراراً كثيرة عن استعمال آنية الذهب والفضة لما رميت به ولا اكتفيت بالزجر اللساني لكن لما تكرر النهي باللسان ولم ينزجر رميت به تغليظاً عليه، فإن قلت: القياس التثنية في صحافها قلت: الضمير عائد إلى الفضة ويلزم حكم الذهب منه بالطريق الأولى كقوله تعالى: {الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا} [التوبة:34]، و(لهم) أي: للكفار والسياق يدل عليه.
          فإن قلت: الحديث يدل على حرمة آنية الفضة والترجمة في الإناء المفضض يقال لجام مفضض أي مرصع بالفضة، قلت: المراد من المفضض ما يكون متخذاً من الفضة.
          (كالأترنجة) وفي بعضها كالأترجة بالإدغام. فإن قلت: سبق الحديث في آخر كتاب فضائل القرآن هكذا مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به فما التوفيق بينهما؟ قلت: المقصود هاهنا الفرق بين من يقرأ ومن لا يقرأ لا بيان حكم العمل مع أن العمل لازم للمؤمن الكامل سواء ذكر أم لا.
          فإن قلت: قال ثمة كالحنظلة ريحها مر وقال هاهنا لا ريح لها فثم أثبت الريح لها ونفى عنها هنا؟ قلت: المنفي الريح الطيبة بقرينة المقام والمثبت المر.
          قوله: (خالد) أي ابن عبد الله، و(عبد الله بن عبد الرحمن) المكنى بأبي طوالة، و(سمي) بضم المهملة وخفة الميم المفتوحة وشدة التحتانية مولى أبي بكر بن عبد الرحمن المخزومي، و(أبو صالح) هو ذكوان السمان.
          قوله: (وجهه) أي: من جهة سفره، و(النهمة) بفتح النون وكسرها وضمها بلوغ الهمة في الشيء، و(الأدم) بالتخفيف والتثقيل جمع الإدام وقيل هو بالسكون مفرد، و(ربيعة) بفتح الراء المشهور بربيعة الرأي، و(بريرة) بفتح الموحدة وكسر الراء الأولى.
          قوله: (ولنا الولاء) فإن قلت: لا تدخل الواو بين القول والمقول؟ قلت: هذا عطف على مقدر أي قال أهلها نبيعها ولنا الولاء وشرطيته بالباء الحاصلة من إشباع الكسرة وهو جواب لو.
          فإن قلت: كيف أجاز رسول الله صلعم اشتراط الولاء لهم وهذا شرط مفسد للبيع، وفيه صورة مخادعة؟ قلت: قالوا هذا من خصائص عائشة ♦ أو المراد التوبيخ؛ لأنه كان بين لهم حكم الولاء وأن هذا الشرط لا يحل فلما لجوا في اشتراطه قال لها: لا تبالي سواء شرطتيه أم لا فإنه شرط باطل قد سبق بيان ذلك لهم.
          قوله: (تقر) بكسر القاف وفتحها، و(الغداء) بالمهملة وبالمد الطعام خلاف العشاء، ومر الحديث أكثر من عشرين مرة.
          الزركشي:
          (عمرو بن مرة الجملي) بجيم وميم مفتوحتين منسوب إلى جمل فخذ من مراد، وقيل فيه الجهني وهو خطأ.
          (مرة الهمداني) بإسكان الميم ودال مهملة نسبة لهمدان قبيلة من العرب.
          (كفضل الثريد على سائر الطعام) سبق في المناقب (مأدوم) يقال: طعام قفار إذا كان بغير إدام، ومأدوم إذا كان بإدام.
          (ضلع الدين) بفتح الضاد واللام: ثقله، وأشار السفاقسي إلى سكون اللام أي: الميل.
          (يحوي) بالتشديد، ويروى يحوي بالتخفيف وهو أن يجعل لها حوية وهو كساء محشو بليف يدار حول سنام الراحلة، وهو مركب من مراكب النساء.
          ورواه ثابت فيحول باللام وفسره يصلح لها عليه مركباً.
          (الحيس) المتخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يجعل عوض الأقط الدقيق، أو الفتيت، قاله في ((النهاية)).
          و(النطع) بكسر النون وفتح الطاء في أفصح اللغات.
          (مثل الأترجة) / كذا وقع هنا، والمعروف أترجة بضم الهمزة والراء.
          قال الجوهري، وحكى أبو زيد: ترنجة، وقال الرامهرمزي في ((الأمثال)): الأترجة بلا نون، والذي يقوله العامة بالنون خطأ ليس شيء في المشمومات يجمع طيب الرائحة وطيب الطعم غيرها.
          (والريحان) اسم لجميع المشمومات من النبات سوى الشجر.
          (ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، ليس لها ريح وطعمها مر) هذا أجود من رواية (ت): طعمها مر وريحها مر؛ لأن الريح لا يوصف بالمرارة والحلاوة إلا بتأويل أنها كريهة، فاستعار لكراهة لفظ المرارة.
          (نهمته) بفتح النون وسكون الهاء: الحاجة، قال ابن السكيت: وضبطناه أيضًا بكسرها، وفي كتب ((الغريب)): النهمة بلوغ الهمة في الشيء.
          (وخيرت بين أن تقر تحت زوجها) جوز فيه السفاقسي ثلاثة أوجه: تخفيف الراء من وقر إذا جلس، بقوله: وقرت أقر، وفتح القاف من قولهم: قررت بالمكان أقر، وكسر القاف وتشديد الراء، من قر يقر، انتهى كلام الزركشي.
          أقول:
          قوله: (الثريد) قيل إنه لم يرد غير الثريد وإنما أراد الطعام المتخذ من اللحم والثريد معاً؛ لأن الثريد غالباً لا يكون إلا من لحم، والعرب قلما تتخذ طبيخاً ولا سيما بلحم، ويقال الثريد: أحد اللحمين، يقال: ثرد الخبز كسره يثرده بالضم ثرداً فهو ثريد ومثرود والاسم الثردة بالضم.
          أقول: وقيل المرقة أحد اللحمين، وأما الثريد فقيل إنه اللحم إذا كان مع خبز مبلول بمرقية اللحم قال الشاعر:
إذا ما الخبز تأدمه بلحم                     فذاك أمانة الله الثريد


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: فضل عائشة ثبت بالحديث وفضل مريم بالزمان ومرتبة عائشة في الجنة بالتبعية ودرجة مريم بنفسها ومقالة ابن بطال... فيه لمقالة ابن حزم فإنه قال في ملله وعليه أن نساء النبي ◙ أفضل الأمة لأنهن معه في الجنة في درجته والجواب عنه أنهن بالتبعية وغيرهن بالأصالة ولا تعارض بينهما)).
[2] في هامش المخطوط: ((أقول: فإن قلت: محمد أفضل من إبراهيم ومحمد حرم مثل ما حرم إبراهيم، فكان الظاهر أن يكون حرمه البلدين سواء في الحر أو غيره؟ قلت: تحريم إبراهيم هو مسير لتحريم الله تعالى فيؤول على الكلام فهي حرام بحرمة الله وأيضاً حرمة مكة لتعظيم بيت الله وحرمة المدينة لتعظيم بيته فحصل الامتياز فتريان حرمة مكة لتعظيم إبراهيم لا مكة والله أعلم)).