مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب السلق والشعير

          ░17▒ باب السلق والشعير
          فيه حديث أبي حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد السالف في الجمعة والمزارعة، ويأتي في الاستئذان، وفيه ما كان السلف عليه من الاقتصاد في مطعمهم وتقللهم واقتصارهم على الدون من ذلك؛ ألا ترى حرصهم على السلق والشعير، وهذا يدل أنهم كانوا لا يأكلون ذلك في كل وقت، ولم تكن همتهم اتباع شهواتهم، وإنما كانت همتهم من القرب ما يبلغهم المحل / ، ويدفعون سررة الجوع بما يمكن، فمن كان حريصاً أن يكون في الآخرة مع صالح سلفه فليسلك سبيلهم وليقتد بهم يرشد.
          قوله: (وما كنا نتغدى ولا نقيل إلا بعد الجمعة) فيه دليل أنهم كانوا يبكرون لها، وأن التأهب لها يمنعهم أن يقيلوا قبلها، وتأوله قوم على جوازها قبل الزوال. والفقهاء أكثرهم على خلافه(1). ونقيل بفتح أوله ثلاثي.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: هو مذهب أحمد وغيره وليس فيه ما يدل على ذلك لأن معنى كلامهم أنا كنا نقيل يوم الجمعة إلا بعدها لتبكيرنا للصلاة كما أنكرها أقلت النوم غدائي إلا بعد الظهرـ والغداء لا يكون بعد الظهر بسبب منعه عن تغذيه في أول النهار وهذا ظاهر لا يحتاج إلى تبيين فتأمله)).