مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الحيس

          ░28▒ باب الحيس
          فيه حديث أنس في بنائه بصفية، وقد سلف. والشاهد منه: صنع حيساً في نطع. والحيس عند العرب: خلط الإقط بالتمر، تقول: حسيته حيساً وحيسة، عن صاحب ((العين)).
          قوله: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن)... إلى آخره يريد الهم، يقال: أهمني هذا الأمر. أي: أخوفني وهو مهم، فيحتمل أن يكون من همه المرض إذا أذابه وأنحله، مأخوذ من هم الشحم، إذا أذابه، والشيء مهموم أي: مذاب، فيكون تعوذه من المرض الذي ينحل جسمه.
          وقال الداودي: الهم: ما شغل الضمير، وليس شيء أضر على البدن منه.
          قال: (والحزن): أن يصاب الرجل في أهله، وهما عند القزاز سواء الهم والحزن. والعجز: ذهاب القدرة في وجم، وهو الكسل عن الشيء مع القدرة عن الأخذ في علمه، وكلاهما يجوز أن يتعوذ منه.
          وقال الداودي: العجز: ترك ما يجب فعله، والكسل: فترة بالنفس تثبط عن العمل، وضلع الدين: ثقله، يقال: أضلعني هذا الأمر أي: أثقلني وشق علي، وهو بفتح الضاد واللام قال الأصمعي: هو احتمال الثقل والقوة. وقيل: هو من الميل، كأنه يميل صاحبه عن قول الصدق إلى الوعد بالكذب، ومنه: كلمت فلاناً فكان ضلعك علي، أي: ميلك. فعلى هذا التأويل يختلف في فتح اللام وسكونها.
          قال ابن فارس: ضلعت ضلعاً: إذا ملت. وحكي عن أبي يوسف: ضلعت ضلعاً إذا مـ[ـلـ]ـت. والضلع: الاعوجاج، أي: يثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء والاعتدال، ويقال: ضلع يضلع ضلعاً، بالتسكين أي: مال.
          قوله في أحد: ((هذا جبل يحبنا ونحبه)) يحتمل أن يريد أهله، وقد سلف. قوله: ((اللهم إني أحرم ما بين لابتيها)) أي: تحريم الصيد فيها.
          راوي الحديث عن أنس عمرو بن أبي عمرو، مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، وهو متكلم فيه، وحنطب بفتح الحاء، ووقع في ابن التين أنه بضمها، وهو غريب.