مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب العجوة

          ░43▒ باب العجوة
          ثنا جمعة بن عبد الله، بسنده عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: قال رسول الله صلعم: ((من تصبح في كل يوم سبع تمرات))... الحديث.
          ذكره في الطب أيضاً، وأخرجه (م) (د) (ن) وعند الحاكم وقال: صحيح الإسناد من البرني. وعند الدارمي: ((لم يضره شيء ذلك اليوم حتى يمسي)).
          قيل: جمعة هذا لقب، واسمه يحيى بن عبد الله بن زياد بن شداد أبو بكر السلمي البلخي. انفرد به (خ) عن الخمسة، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين في جمادى الآخرة.
          وهاشم: هو ابن هاشم بن هاشم قال أبو السرع: ابن عتبة بن أبي وقاص الزهري، ولابن بطال: كانت عائشة تجعل ذلك سبع غدوات على الريق إذا وصفته للدواء.
          وللدارمي في كتاب ((الأطعمة)): عن عائشة أن النبي صلعم قال: ((في عجوة العالية شفاء أو ترياق أول البكر على الريق)).
          وعن شهر بن حوشب، عن أبي سعيد وأبي هريرة رفعاه: ((العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم)). وعن رافع بن عمرو المزني مرفوعاً: ((العجوة والصخرة من الجنة)).
          قال الخطابي: كونها عوذة من السحر والسم، إنما هو من طريق التبرك بدعوة من رسول الله سبقت فيها، لا لأن من طبع التمر أن يفعل شيئاً من ذلك.
          والعجوة من أجود تمر المدينة، ويسمونه: اللبنة. قاله في ((الصحاح)).
          وقيل: هي أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد.
          وقيل ليس بأجوده. قال الداودي: هو من وسط التمر. ولابن التين: قيل: أن العجوة مما غرس لرسول الله بها، واختصاص هذه وغيرها / من الأمور بالسبع والثلاث كثير.
          ولابن عدي بسنده عن عائشة مرفوعاً: ((يمنع من الجذام أن تأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة كل يوم يفعل ذلك سبعة أيام)). ومعنى تصبح، أي: أكلها صباحاً، قبل أن يطعم شيئاً. والسم: سينه مثلثة(1).


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: والشهد أيضاً كذلك)).