مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب التلبينة

          ░24▒ باب التلبينة
          فيه حديث عروة، عن عائشة أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء.
          الحديث ذكره في الطب أيضاً وأخرجه (م) و(ت) (ن).
          و(التلبينة): حساء من دقيق ونخالة، ويقال التلبين أيضاً؛ لأنه يشبه اللبن في بياضه، فإن كانت ثخينة فهي الحريرة، وقد يجعل فيها اللبن والعسل.
          ومعنى: (مجمة): مريحة وتسري عنه همه، وهي بفتح الميم وكسرها مع فتح الجيم، فإن ضممت الميم كسرت الجيم لا غير.
          قوله: (تجم): أي: تريحه وقيل: تجمعه وتكمل صلاحه ونشاطه، وقيل: تفتحه. وقيل: تمسكه، وتذهب ألم الجوع.
          وفي حديث طلحة: رمى النبي صلعم بسفرجلة وقال: ((دونكها؛ فإنها تجم فؤاد المريض)) قال ابن عائشة: أي: تريحه.
          وقال ابن فارس: الجمام: الراحة. وضبطه بفتح الميم على أنه اسم فاعل من أجم.
          وقال القرطبي: تروى بفتح الميم والجيم وبضم الميم وكسر الجيم، فعلى الأول يكون مصدراً، وعلى الثاني يكون اسم فاعل.
          ومن حديث إسحاق بن أبي طلحة مرفوعاً: ((في التلبين شفاء من كل داء)).
          وعن عائشة قالت: شكوت إلى رسول الله صلعم خشونة في صدري ووجعاً في رأسي فقال: ((عليك بالتلبين _يعني: الحساء_ فإن له وجاء)).
          وفيه أن الجوع يذهب الحزن، وإن ذهابه يذهب ببعضه، وسلف أن معنى: تجمه: تريحه، وتقويه وتنشطه، وذلك لأنه غذاء فيه الطلبة سهل تناوله على المريض، فإذا استعمله اندفع عنه حرارة الجوعة وحصلت له القوة الغذائية من غير مشقة.
          قولها: (البغيض): فيه إشارة إلى أن المريض يبغضه كما يبغض الأدوية، وذكره ابن قرقول في باب الباء الموحدة مع الغين وقال: كذا لهم. وعند المروزي: النغيض بالنون. ولا معنى له.
          قال عبد اللطيف: والفؤاد هنا: رأس المعدة وفؤاد الحزين يضعف باستيلاء اليبس على أعضائه، وعلى معدته خاصة؛ لتقليل الغذاء، وهذا الغذاء يرطبها ويقويها، ويفعل مثل ذلك بفؤاد المريض، وما أنفع هذا الحساء لمن يغلب على غذائه في صحتها الشعير، وأما من يغلب على غذائه الحنطة فالأولى به في مرضه حساء الشعير.
          قال والدي ⌂:
          (الشواء) بالمد، و(أبو أمامة) بضم الهمزة، أسعد بن سهل الأنصاري، و(أحرام) هو نحو أقائم زيد في جواز الأمرين، و(أعافه) أي: أكرهه وهذا ليس عيباً للطعام بل بياناً لتنفير طبعه منه.
          قوله: (النضر) بفتح النون وإسكان المعجمة (ابن شميل) مصغر الشمل بالمعجمة المازني الإمام في العربية، و(الخزيرة) بالمعجمة وكسر الزاي وبالراء من النخالة وبالمهملة والراء المكررة من اللبن. قال الجوهري: هو بالزاي أن ينصب القدر بلحم بقطع صغاراً على ماء كثير فإذا نضج رد عليه دقيق وبالراء دقيق يطبخ باللبن.
          قوله: (محمد بن الربيع) بفتح الراء، و(عتبان) بكسر المهملة وقيل بضمها وتسكين الفوقانية وبالموحدة ابن مالك وفي بعضها أن عتبان مكان عن عتبان قيل الصحيح عن وأقول أيضاً أن صحيح وتكون أن ثانياً تأكيداً لأن الأولى كقوله تعالى: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ} [المؤمنون:35].
          و(أنكرت بصري) أي: ضعفت أو عميت، و(الخزيرة) بالمعجمة والزاي، و(ثاب) أي: اجتمع، و(أهل الدار) أي: أهل المحلة، و(مالك) هو ابن الدخيشن مصغر الدخشن بالمهملة المضمومة وسكون المعجمة الأولى وضم الثانية وبالنون وفي بعضها بلفظ المكبر، و(نصيحته) / أي: إخلاصه ونقاوته، و(الحصين) بضم المهملة الأولى وفتح الثانية، ابن محمد السالمي التابعي، و(السراة) السادات مر الحديث في باب المساجد في البيوت.
          قوله: (حميد) مصغر الحمد، و(ألقى التمر) أي: طرحه على الأنطاع عند الناس، و(عمرو بن أبي عمرو) بالواو بينهما مولى المطلب بن عبد الله المخزومي، و(الحيس) بفتح المهملة وسكون التحتانية، الخلط من التمر والسمن، و(أبو بشر) بالموحدة المكسورة جعفر.
          قوله: (أبو حازم) محمد بالمهملة والزاي سلمة بفتحتين، و(لا يتغدى) بإهمال الدال مر في آخر كتاب الجمعة.
          قوله: (النهس) بالنون والهاء والمهملة هو الأخذ بمقدم الأسنان ويقال نشلت اللحم عن القدر وانتشلته إذا انتزعته منها وقيل هو أخذ اللحم قبل النضج، و(النشيل) ذلك اللحم وهو بالشين المعجمة، و(حماد) أي: ابن أبي زيد، و(أيوب) أي السختياني، و(محمد) أي ابن سيرين. قال أحمد بن حنبل: لم يسمع ابن سيرين من ابن عباس.
          قوله: (تعرق) أي أكل ما على الكتف من اللحم وأخذ منه، و(عاصم) هو الأحول القاضي بالمدائن، و(عكرمة) هو مولى عبد الله بن عباس، و(العرق) بفتح المهملة وسكون الراء العظم الذي كان عليه اللحم.
          قوله: (عثمان بن عمر) البصري، و(فليح) مصغر الفلح بالفاء واللام والمهملة ابن سليمان، و(أبو حازم) بالمهملة والزاي اسمه سلمة التابعي هو المذكور آنفاً، و(أبو قتادة) بفتح القاف وخفة الفوقانية، الحارث الأنصاري السلمي بفتح المهملة واللام، و(أخصف) بكسر المهملة أي: أخرز وألزق بعضه ببعض وشكوا في كونه حلالاً أو حراماً تقدم في كتاب الحج في باب جزاء الصيد.
          قوله: (محمد بن جعفر) ابن أبي كثير ضد: القليل الأنصاري، و(زيد بن أسلم) بلفظ الماضي، و(عطاء بن يسار) ضد: اليمين، و(عمرو بن أمية) بضم الهمزة وخفة الميم وشدة التحتانية الضمري بفتح المنقطة وإسكان الميم وبالراء المدني، و(يحتز) بالمهملة والزاي من الافتعال يقطع مر في باب من لم يتوضأ من لحم الشاة.
          قوله: (محمد بن كثير) ضد القليل، و(أبو حازم) بالمهملة وبالزاي سلمان الأشجعي واعلم أن أبا حازم هذا تابعي والمتقدم أيضاً تابعي فلا يشتبه عليك، و(أبو غسان) بفتح المعجمة وشدة المهملة محمد الليثي باللام والتحتانية والمثلثة، و(أبو حازم) هذا هو سلمة لا سلمان، و(النقي) بفتح النون وكسر القاف وشدة التحتانية المنخول النظيف وقيل: الخبز الأبيض، و(نخلت الدقيق) أي: غربلته.
          قوله: (عباس) بالموحدة والمهملتين، ابن فروخ بفتح الفاء وشدة الراء المضمومة وبالمعجمة الجريري بضم الجيم وفتح الراء الأولى البصري، و(أبو عثمان) عبد الرحمن النهدي بفتح النون وإسكان الهاء، و(الحشف) أردأ التمر، و(المضاغ) هو المضغ فيحتمل أن يراد به موضع المضغ أي: الأسنان وأن يراد به المضغ نفسه. الجوهري هو ما يمضغ.
          قوله: (سابع سبعة) أي كنت من السابقين في الإسلام، و(الحبلة) بضم المهملة والموحدة وسكونها القضيب من الكرم وفي بعضها أو الحبلة فيحتمل أن يكون شكًّا من الراوي، و(بنو أسد) قبيلة، و(تعزرني) من التعزير بمعنى التأديب أي: تؤدبني على الإسلام وتعلمني أحكامه وذلك أنهم كانوا وشوا به إلى عمر قالوا لا يحسن يصلي مر في مناقب / سعد بن أبي وقاص وقال بعضهم: أراد به عمر إذ هو من بني أسد.
          قوله: (إذن) جواب وجزاء أي: إن كنت كما قالوا محتاجاً إلى تعليمهم خسرت حينئذ وضل سعيي فيما تقدم، و(أبو حازم) بالمهملة سلمة وهو راويه سهل كما أن سلمان راويه أبي هريرة، و(المنخل) الغربال وهو أحد ما جاء من الأدوات على مُفعُل بالضم، و(ثريناه) من ثريت السويق إذا بللته ورششته.
          قوله: (روح) بفتح الراء (ابن عبادة) بضم المهملة وخفة الموحدة، و(محمد) ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب بلفظ الحيوان المشهور، و(مصلية) أي: مشوية.
          قوله: (عبد الله) هو ابن محمد بن أبي الأسود، و(معاذ) بضم الميم، ابن هشام والدستوائي، و(يونس) أي الإسكاف مر مع الحديث قريباً.
          قوله: (طعام البر) من باب إضافة العام إلى الخاص أو باب الإضافة البيانية نحو شجر الأراك إن أريد بالطعام البر خاصة، و(تباعاً) من تابعته كذا متابعة وتباعاً والتباع الولاء.
          قوله: (التلبينة) صفة المرة من التلبين مصدر لبن القوم إذا سقاهم اللبن والمقصود منه حساء يعمل من دقيق ويجعل فيه عسل وسميت تلبينة لمشابهة ذلك الحساء باللبن في البياض والرقة، و(المجمة) بفتح الميم والجيم مكان استراحة قلب المريض وفي بعضها بضمها أي: مريحة وجم الفرس إذا ذهب أعياؤه والجمام الراحة.
          الزركشي:
          (الخزيرة) بالخاء المعجمة والزاي: مرقة تصفى من بلالة النخالة، ثم تطبخ، (فثاب) أي: رجع.
          (من أهل الدار) أي: أهل القبيلة.
          (منهم ابن مالك) منهم خبر مقدم وابن مالك مبتدأ.
          (أضبابًا) جمع ضب، وهو جمع كثرة، وقد سبق أضباً وأنه جمع قلة.
          (تعرق كتفًا) أي: أكل ما عليه، مأخوذ من العروق كأنه أكله بما عليه من العروق وغيره.
          و(الكتف) بفتح الكاف وكسر التاء، وبكسر الكاف وإسكان التاء.
          (انتشل) أي: أخذه قبل النضج، واسم ذلك اللحم النشيل، وأصل النشل الجذب والاقتلاع.
          وإنما ذكر (خ) هنا المتابعة؛ لأن يحيى بن معين قال: لم يسمع محمد بن سيرين من ابن عباس، إنما روى عن عكرمة عنه.
          (ونسيت السوط والرمح) كذا وقع هنا في كثير من النسخ، وسيأتي في كتاب الصيد في الجبال السوط (يحتز) يقطع.
          (الشعير) بفتح الشين على المشهور.
          (شدت في مضاغي) بكسر الميم يحتمل أن يكون موضع المضغ، ويعني به الأسنان، ويحتمل أن يعني به المضغ نفسه، وعند الأصيلي بفتح الميم: الطعام يمضغ.
          (الحبلة أو الحبلة) بفتح الحاء وسكون الباء في الأول، وضمهما معًا في الثاني: ورق السمر.
          (حتى يضع أحدنا) يريد التغوط.
          (ما تضع الشاة) يريد: البعرة.
          (يعزرني) بزاي ثم راء، يعلمني الأحكام والشرع، من عزر السلطان فلانًا: أدبه.
          (ثريناه) بتشديد الراء، بليناه بالماء.
          (مصلية) بفتح الميم والجيم مفعلة من جم يجم، وبضم الميم وكسر الجيم اسم فاعل من أجم، أي: تريحه وتنشطه، أي: مظنة الاستراحة.