مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب من ناول أو قدم إلى صاحبه على المائدة شيئًا

          ░38▒ باب من ناول أو قدم إلى صاحبه على المائدة شيئاً
          وقال ابن المبارك: إلى آخره.
          فيه حديث أنس في الخياط أيضاً وقد سلف.
          قال والدي ⌂:
          (الحلواء) بالمد.
          قوله: (إسحاق الحنظلي) بفتح المهملة والمعجمة وإسكان النون بينهما، قيل: الحلواء ما صنع والعسل ما لم يصنع.
          الخطابي: حبه صلعم الحلواء ليس على معنى كثرة التشهي لها وشدة نزاع النفس إليها إنما هو أنه إذا قدم الحلواء نال منها نيلاً صالحاً فعلم بذلك أنه قد يعجبه طعمها وحلاوتها، وفيه دليل على اتخاذ الحلاوات وكان بعضهم لا يرخص أن يؤكل منها إلا ما كان حلواً بطبعه كالعسل، لكن اسم الحلواء لا [يقع إلا] على ما دخلته الصنعة جامعاً بين حلاوة ودسومة مستهلكين في فعل.
          قوله: (عبد الرحمن) بن عبد الملك بن محمد بن شيبة بفتح المعجمة وإسكان التحتانية وبالموحدة، الحزامي بالمهملة والزاي، و(محمد بن إسماعيل) ابن أبي فديك مصغر الفدك بالفاء والمهملة والكاف، و(محمد بن عبد الرحمن) ابن أبي ذئب بلفظ الحيوان المشهور، و(سعيد) ابن أبي سعيد المقبري، و(الحرير) في بعضها: الحبير ومعناه الجديد، و(التحبير) التزيين يقال برد حبير على الوصف وهو ثوب يمان يكون من قطن أو كتان.
          و(لا فلان ولا فلانة) هما كنايتان عن الخادم والخادمة(1)، و(هي) أي: تلك الآية محفوظي وفي خاطري لكن كنت أستقري من الرجل إياها لكي يستصحبني، و(العكة) بالضم آنية السمن ونحوه، ومراد (خ) من هذا الحديث لعق آثار العسل من العكة ليناسب الترجمة.
          قوله: (أزهر) بسكون الزاي وفتح الهاء وبالراء، ابن سعد السمان، و(عبد الله بن عون) بفتح المهملة وبالنون، و(ثمامة) بضم المثلثة وخفة الميم، ابن عبد الله بن أنس، و(الدباء) بالضم والتشديد وبالمد والقصر اليقطين.
          قوله: (الأعمش) سليمان، و(أبو وائل) بالهمز بعد الألف شقيق بفتح المعجمة وكسر القاف الأولى، و(أبو مسعود) عقبة بضم المهملة وإسكان القاف البدري الأنصاري، و(أبو شعيب) مصغر الشعب بالمعجمة والمهملة والموحدة مشهور بالكنية، و(لحام) أي: بياع اللحم ووجه التكلف في هذا الحديث أنه حصر العدد والحاصر متكلف ومثل هذا الرجل السادس يسمى بالطفيل(2) بضم المهملة وبالضيفن بزيادة النون على الضيف وفيه مناسبة اللفظ للمعنى في التبعية حيث أنه تابع للضيف والنون تابع للكلمة.
          قوله: (عبد الله بن منير) بضم الميم وكسر النون وبالراء، و(النضر) بفتح النون وإسكان المعجمة، ابن شميل مصغر الشمل بالمعجمة، و(ابن عون) عبد الله ومر آنفاً.
          قوله: (عبد الله بن مسلمة) بفتح الميم واللام، و(حوالي) بفتح اللام. فإن قلت هذا ينافي ما تقدم حيث قال كل مما يليك قلت ذلك إذا كان له شريك في الأكل.
          قوله: (قبيصة) بفتح القاف وكسر الموحدة وبالمهملة، و(عبد الرحمن بن عابس) بالمهملتين وبالموحدة ابن ربيعة النخعي.
          قوله: (ما فعله) فإن قلت: ما مرجع الضمير؟ قلت: هي أكل لحوم الأضاحي وهذا مختصر من الحديث وتقدم آنفاً بتمامه وإن كنا لنرفع كراع الغنم فنأكله بعد الأسبوعين.
          قوله / (ابن المبارك) هو عبد الله، (فيتتبع) وفي بعضها: يتبع، و(القصعة) في بعضها الصحفة، و(إبراهيم بن سعد) ابن إبراهيم بن عبد الرحمن، و(القثاء) بكسر القاف وضمها وشدة المثلثة وبالمد، الخيار والحكمة في الجمع أن حر الرطب يكسر برد القثاء فيعتدل.
          فإن قلت: في الحديث أكل الرطب بالقثاء والترجمة بالعكس؟ قلت: الباء للمصاحبة وكل منهما مصاحب للآخر أو للملاصقة.
          و(عباس) بالمهملة وشدة الموحدة، الجريري بضم الجيم وفتح الراء الأولى وسكون التحتانية، و(أبو عثمان) هو عبد الرحمن النهدي بفتح النون، و(تضيفته) وكذا ضفته أي: نزلت عليه ضيفاً وضيفته وأضفته إذا أنزلته بك ضيفاً، و(سبعاً) أي: أسبوعاً، و(يعتقبون) أي: يتناوبون.
          قوله: (محمد بن الصباح) بشدة الموحدة البغدادي، و(عاصم) هو الأحول.
          فإن قلت: سبق أنه سبع؟ قلت: لا منافاة إذ التخصيص بالعدد لا ينفي الزائد.
          و(الضرس) بكسر المعجمة السن. فإن قلت: في بعضها أربع تمرة بلفظ المفرد والقياس تمرات، قلت: إن كان الرواية برفع تمرة فمعناه كل واحد من الأربع تمرة، وإن كان بالجر فهو شاذ وعلى خلاف القياس نحو ثلاثمائة وأربعمائة.
          الزركشي:
          قوله: (لشبع بطني) بإسكان الباء اسم لما يشبع، وأما بالفتح فمصدر للفعل.
          (حين لا آكل الخمر فنشتفها) قيده القاضي بالشين المعجمة والفاء، ويروى بالقاف ورجحه السفاقسي، قال: لأن الأولى أن يشرب ما في الإناء(3) ولا يبقي شيئًا، وهذه تدرك أنه لا شيء فيها وإنما سقوها ولعقوا ما فيها.
          (الدباء) بالمد، وحكى القزاز القصر، وهو اليقطين، واحده دباءة ودبة فعال ولامه همزة؛ لأنه لم يعرف انقلاب لامه عن واو أو عن ياء، قاله الزمخشري، وأخرجه الهروي في دبب، على أن الهمزة زائدة، والجوهري في المعتل على أن همزته منقلبة، وكأنه أشبه.
          و(اللحام) هو الذي يبيع [اللحم] كقولهم: عطار وتمار للذي يبيع ذلك.
          (خامس خمسة) الجيد نصب خامس على الحال والمعنى جد خمسة كقوله تعالى: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ} [التوبة:40] ويجوز الرفع على تقدير: وأنا خامس، فيكون خبر مبتدأ محذوف، والجملة حالية.
          (القثاء) ممدود، ويجوز ضم القاف وكسرها، لغتان.
          انتهى كلام الزركشي.
          أقول:
          قوله: (الحلواء والعسل) المراد بالحلواء التمر لما روي أنه ◙ قال لعلي: ((أتأكل الحلواء وأنت أرمد)) وكان يأكل تمراً.
          والقديد هو اللحم المملوح المجفف في الشمس فعيل بمعنى مفعول.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: لا يقال خادمة وإنما يقال خادم للذكر والأنثى فكان القياس أن يقول العبد والجار)).
[2] في هامش المخطوط: ((أقول: الطفيل منسوب إلى طفيل بن بلال من ولد عبد الله بن غطفان من نازلة الكوفى فإن مولى لعثمان بن عفان ويسمى طفيل الأعراس وإليه ينسب الطفيليون كان يقول وددت أن الكوفة بركة مصهرجة فلا يخفى علي من أعراسها شيء، وسئل عن أشرف الأعواد فقال: عصى موسى ومنبر النبي صلعم وحوالي العرش وكافي ربيع الأبرار)).
[3] في هامش المخطوط: ((أقول: فإن قلت إذا لم يكن فيها شيء فكيف يلعقون ما فيها؟ قلت: معناه ليس فيها شيء كثير يعبأ به كما أن الإناء إذا أكل ما فيه يصدق أنه ليس فيه شيء مع معاء كون الطعام وهو ما يلعق)).