الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

حديث: هل خضب النبي؟قال: لا إنما كان شيء في صدغيه

          3550- وبالسند قال: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): بالتصغير، هو: الفضلُ بنُ دُكينٍ، قال: (حَدَّثَنَا هَمَّامٌ): بفتح الهاء وتشديد الميم الأولى؛ أي: ابنُ يحيى العَوْذيُّ _بفتح العين المهملة وسكون الواو وبالذال المعجمة_ (عَنْ قَتَادَةَ): بفتح القاف؛ أي: ابنِ دِعامةَ _بكسر الدال المهملة_ (قَالَ: سَأَلْتُ أَنَساً): أي: خادمَ رسولِ اللهِ (هَلْ خَضَبَ): بفتح الخاء والضاد المعجمتين (النَّبِيُّ صلعم): أي: لشعرِه (قَالَ: لاَ إِنَّمَا كَانَ شَيْءٌ): أي: قليلٌ من الشَّيبِ (فِي صُدْغَيْهِ): خبرُ: ((كان))، و((شيءٌ)) اسمُها إن جُعلتْ ناقصةً، وإلا فهو صفة ((شيءٌ)) فاعلُها، و((صُدغَيه)) تثنيةُ: صُدْغٍ _بضم الصَّاد وسكونِ الدالِ المهملتين وبالغين المعجمةِ_ هو _كما في ((المصباح)) وغيرِه_: ما بين لَحظِ العينِ إلى أصلِ الأُذنِ، والجمعُ: أصداغٌ، ويسمَّى به الشَّعرُ الذي على هذا الموضعِ، انتهى.
          وعبارةُ ((القاموس)): ما بين العينِ والأُذنِ، والشعرُ المتدلِّي على هذا الموضعِ، انتهى.
          تنبيه: نفيُ الصَّبغِ هنا لا يُنافي ما في ((الصحيحَين)) عن ابنِ عمرَ: ((أنَّه رأى النبيَّ صلعم يصبُغُ بالصُّفرةِ))؛ لأنَّ المنفيَّ في غالبِ الأوقاتِ والمثبَتَ في غيرِه، فكلٌّ من الراويَينِ أخبرَ بما رأى، وأمَّا ما أخرجَه الحاكمُ عن عائشةَ أنَّها قالت: ((ما شانَه اللهُ ببيضَاءَ))، فمحمولٌ على أنَّ تلك الشَّعراتِ البيضَ لم يتغيَّرْ بها شيءٌ من حُسنِهِ.
          والحديثُ أخرجه النسائيُّ في الزينةِ.