الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

حديث: كان رسول الله أحسن الناس وجهًا وأحسنه خلقًا

          3549- وبالسند قال: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ): بدلٌ أو عطفُ بيانٍ، هو: المروَزيُّ الرِّباطيُّ الأشقرُ، قال: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ): أي: السَّلوليُّ _بفتح السين المهملة_، كنيتُه: أبو عبدِ الرحمن، قال: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ أَبِيهِ) أي: يوسفَ بنِ إسحاقَ (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ): هو: عمرُو بنُ عبدِ الله السَّبيعيُّ، وهو جدُّ إبراهيمَ المذكورِ (قَالَ: سَمِعْتُ البَرَاءَ): بفتح الموحدة والراء الخفيفة ممدود؛ أي: ابنَ عازبٍ ☺ (يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا): تمييزٌ (وأَحْسَنَهُ) بالنصبِ، قال الكرمانيُّ ومَن تبِعَه: وفي بعضِها: <وأحسنَهم> (خُلْقاً) بضم الخاء المعجمة وسكون اللام في فرعِ ((اليونينيةِ))، وفيها: بفتح الخاء وسكون اللام، وفي غيرِهما: بضم الخاء واللام أيضاً، ونسبَ في ((الفتحِ)) الفتحَ للأكثرِ، وقال الكرمانيُّ: إنَّه الأصحُّ، وللإسماعيليِّ: ((وأحسَنَه خَلقاً أو خُلُقاً))> بالشَّكِّ.
          قال في ((الفتح)): ويؤيدُه قولُه قبله: ((أحسنَ الناسِ وجهاً))، فإنَّ فيه إشارةً إلى الحُسْنِ الحسِّيِّ، فيكونُ في الثاني إشارةٌ إلى الحُسنِ المعنويِّ، والخُلُقُ _بالضم_ كما قال ابنُ الأثيرِ: هو صورةُ الإنسانِ الباطنةُ من كمالاتِ النَّفْسِ؛ كالخَلقِ _بفتح الخاء_ لصورتِهِ الظاهرةِ، قال: والأولُ هو الذي يتعلقُ به الثوابُ والعقابُ غالباً، ولذلك مدحَ اللهُ به رسولَه بقولِه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4].
          (لَيْسَ بِالطَّوِيلِ / البَائِنِ، وَلاَ بِالقَصِيرِ): أي: بل كان رَبْعةً.