الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

حديث: رأيت النبي ورأيت بياضًا من تحت شفته السفلى العنفقة

          3545- وبالسند قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ): بفتحِ الراء وتخفيفِ الجيم ممدوداً؛ أي: الغُدانيُّ _بضمِّ الغين المعجمةِ وتخفيفِ الدال المهملةِ_ البصريُّ، قال: (حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ): أي: ابنُ يونسَ (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ): هو: عمرُو بنُ عبدِ الله السَّبيعيُّ الكوفيُّ، جدُّ إسرائيلَ (عَنْ وَهْبٍ): بتنوينه (أَبِي جُحَيْفَةَ): بدلٌ من: ((وهْبٍ)).
          قال في ((الفتح)): وهبٌ اسمُ أبي جُحَيفةَ، وهو مشهورٌ بكنيتِه أكثرَ من اسمِه، وكان يقالُ له أيضاً: وهبُ اللهِ، ووهبُ الخيرِ (السُّوَائِيِّ): بضمِّ السِّين المهملةِ وتخفيفِ الواو، والمد كما مرَّ قريباً (قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ): ولأبي الوقتِ: <رسولَ اللهِ> (صلعم، وَرَأَيْتُ بَيَاضاً مِنْ تَحْتِ شَفَتِهِ السُّفْلَى العَنْفقَةَ): بفتح العين المهملةِ وسكونِ النون وفتح الفاءِ والقاف فهاء تأنيث، منصوبةٌ بدلاً من: ((بَياضاً))، أو مجرورةٌ بدلٌ من الشَّفةِ؛ وهي: ما بين الذَّقنِ والشَّفةِ السفلى، سواءٌ كان عليه شعرٌ أم لا، ويطلَقُ على شَعْرِها حقيقةً، بل قيل: إنَّها الأصلُ، وإطلاقُها على المحلِّ بخلافِه، ويدلُّ له قولُ ((القاموس)): العَنْفَقُ: خِفَّةُ الشيءِ، ومنه: العَنفَقةُ: لشعَراتٍ بين الشَّفَةِ السفلى والذَّقنِ، انتهى.
          وللإسماعيليِّ بهذا الإسنادِ: ((من تحتِ شفتِه السُّفلى مثلِ موضعِ إصبعٍ العنفَقةِ))، بتنوين ((إصبَعٍ)) المضافِ إليه: ((موضِعِ))، و((العنفَقةِ)) بدلٌ من ((شفتِهِ))، قاله في ((الفتح))، فتأمل.