الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

حديث: رأيت النبي وكان الحسن بن علي يشبهه

          3544- وبالسند قال: (حَدَّثَنِا): بالجمع لأبي ذَرٍّ (عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ): بفتحِ العين فيهما؛ أي: الباهليُّ البصريُّ الصَّيرفيُّ، قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ): مصغرُ: فضلٍ، وهو: محمدُ بنُ فُضيلِ بنِ غزَوانَ _بفتحِ الغين والزاي المعجمتين_،أبو عبد الرحمنِ الكوفيُّ، قال: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ): أي: الأحمَسيُّ (قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ): هو المارُّ (☺ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلعم، وَكَانَ الحَسَنُ): بفتحتين (ابْنُ عَلِيٍّ): برفعِ: ((ابنُ)) (☻ يُشْبِهُهُ): خبرُ: ((كان))، وفي بعضِ النُّسخِ: <عليهما السلامُ> والأَولى الترضِّي.
          وقوله: (قُلْتُ لِأَبِي جُحَيْفَةَ: صِفْهُ لِي): من كلامِ إسماعيلَ؛ أي: اذكُرْ لي صفةَ النبيِّ صلعم (قَالَ): أي: أبو جُحيفةَ (كَانَ): أي: النبيُّ صلعم (أَبْيَضَ، قَدْ شَمِطَ): بفتحِ الشِّين المعجمةِ وكسرِ الميم وبطاء مهملةٍ؛ أي: صارَ سوادُ شعرِه عليه السَّلامُ يخالِطُه شيبٌ، ولمسلمٍ: ((عن أبي جُحَيفةَ: رأيتُ رسولَ اللهِ صلعم، / وهذه منه بيضَاءُ، وأشار إلى عنفَقَتِهِ، قيل: مثلُ مَن أنت يومئذٍ؟ قال: أبرِي النَّبْلَ وأرِيشُها)).
          (وَأَمَرَ لَنَا): أرادَ أبو جُحَيفةَ نفسَه ومَن معه من الوفدِ على سبيلِ الجائزةِ (النَّبِيُّ صلعم بِثَلاَثَ عَشْرَةَ): بإثباتِ التاءِ في: ((عشْرةَ)) دونَ: ((ثلاثَ)) وبسكون الشِّين، كذا في بعضِ النُّسخِ، ووقعَ في بعضِها: <بثلاثةَ عشَرَ>، والأُولى هي المناسبةُ لقولهِ: (قَلُوصاً): لأنَّها أنثى الإبلِ الشابَّةِ، وهي بفتح القاف، والجمعُ: قُلُصٌ _بضمتين_،وقِلاصٌ _بكسر القاف_،وقَلائصُ، كذا في ((المصباح)).
          وقال في ((الفتح)): هي الأنثى من الإبلِ، وقيل: الشابَّةُ، وقيل: الطويلةُ القوائمِ، وقال القسطلانيُّ: وفي الأصولِ كلِّها عن روايةِ أبوَي ذَرٍّ والوقتِ والأَصيليِّ وابنِ عسَاكرَ: <بثلاثةَ عشَرَ> بإثباتِ التاء بعد المثلثة، <عشَر> بفتح الشين وإسقاطِ التاءِ.
          قال ابنُ مالكٍ فيما نقلَه عنه اليونينيُّ: صوابُه: ((بثلاثَ عشْرةَ)) بحذفِ التاءِ من: <ثلاثةَ> وإثبَاتِها في ((عشْرةَ))، قال اليونينيُّ: وأصلحْتُ ما في الأصلِ على الصَّوابِ، انتهى.
          وقال الدمامينيُّ: ولا يبعُدُ التذكيرُ على إرادةِ التأويلِ، انتهى، فتأمَّله.
          (قَالَ): أي: أبو جُحيفةَ (فَقُبِضَ): بالبناءِ للمجهولِ؛ أي: فمات (النَّبِيُّ صلعم قَبْلَ أَنْ نَقْبِضَهَا): بفتحِ النون وكسرِ الموحدة؛ أي: الثلاثةَ عشرَ قلُوصاً، وزاد الإسماعيليُّ: ((فذهَبْنا نقبِضُها، فأتانا موتُه، فلم يُعطونا شيئاً، فلمَّا قامَ أبو بكرٍ قال: مَن كانتْ له عند رسُولِ اللهِ صلعم عِدَةٌ فليجِئْ، فقمْتُ إليه فأخبَرتُه، فأمرَ لنا بها)).