نجاح القاري لصحيح البخاري

باب حك البزاق باليد من المسجد

          ░33▒ (باب حَكِّ الْبُزَاقِ) بالزاي وبالصاد وبالسين لغة (بِالْيَدِ مِنَ الْمَسْجِدِ) سواء كان بآلة أو لا، فإن قيل في حديث الباب الحك باليد من غير ذكر آلة، وكذلك في الترجمة.
          فالجواب أنَّ قوله: باليد أعمُّ من أن يكون فيها آلة أو لا، على أن أبا ذر روى عن جابر ☺ قال: ((أتانا رسول الله صلعم في مسجدنا، وفي يده عرجون ابن طاب، فنظر، فرأى في قبلة المسجد نخامة، فأقبل عليها، فحتها بالعرجون)). الحديثَ.
          فهذا يدل على أنَّه باشر بيده بعرجون فيها.
          والعُرجون _بضم العين_، هو العود / الأصفر الذي فيه الشماريخ إذا يبس واعوجَّ، وهو من الانعراج، وهو الانعطاف، وجمعه عراجين، والواو والنون فيه زائدتان.
          وقوله: ((ابن طاب)) رجل من أهل المدينة، ينسب إليه نوع من تمر المدينة، ومن عادتهم أنهم ينسبون ألوان التمر كل لون إلى أحد.
          ولما فرغ المؤلف ☼ من بيان استقبال القبلة شرع في بيان أحكام المساجد، ووجه المناسبة ظاهر.