نجاح القاري لصحيح البخاري

باب حق الجسم في الصوم

          ░55▒ (باب حَقِّ الْجِسْمِ فِي الصَّوْمِ) أي: على المتطوِّع، وليس المراد بالحق هنا هو الواجب، بل المراد به رعايته، والرفق به كما يقال: فلان له حق الصُّحبة على فلان؛ يعني: مراعاته والتلطُّف به، فالصَّائم المتطوِّع ينبغي أن يراعي جسمه بما يقيمه ويشدُّه؛ لئلا يَضعف فيعجز عن أداء الفرائض، وأمَّا إذا خاف التلف على نفسه، أو على عضو من أعضائه فحينئذٍ يتعيَّن عليه أداء حقِّه حتَّى في الصَّوم الفرض أيضاً.
          وقال الحافظ العسقلاني: والمراد بالحقِّ هنا المندوب. وتعقَّبه العيني: بأنه لا يطلق على المندوب، والله أعلم.