نجاح القاري لصحيح البخاري

باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس

          ░48▒ (بابٌ مَنْ) أي: الذي (تَرَكَ بَعْضَ الاِخْتِيَارِ) أي: المختار سواء ترك فعله، أو الإعلام به (مَخَافَةَ) أي: لأجل خوف (أَنْ يَقْصُرَ) بضم / الصاد (فَهْمُ بَعْضِ النَّاسِ عَنْهُ) أي: عن ذلك المختار.
          (فَيَقَعُوا) بفتح القاف، وسقوط نون الجمع بالنصب عطفاً على «أنْ يقصر»، (فِي أَشَدَّ مِنْهُ)؛ أي: من ترك المختار، وفي بعض النسخ: <في أشر منه> _بالراء_ وفي بعضها: <في شر منه> _بالراء أيضاً، لكن بإسقاط الهمزة_ .
          ووجه المناسبة بين البابين: أن المذكور في الباب السابق ترك الجواب عن سؤال السائل لمصلحة اقتضت ذلك، وهنا أيضاً ترك بعض المختار لحكمة اقتضته، وذلك أن بناء الكعبة كان جائزاً ولكنه تُرِكَ إعلامُ جوازه لكونهم قريب العهد بالكفر، فخشي أن ينكر ذلك قلوبهم فتركه.