نجاح القاري لصحيح البخاري

باب كتابة العلم

          ░39▒ (بابُ كِتَابَةِ الْعِلْمِ)؛ وجه المناسبة بين البابين: أن في الباب السابق حثاً على الاحتراز عن الكذب في النقل عن الرسول صلعم ، وفي هذا الباب أيضاً حث عن الاحتراز عن ضياع كلام الرسول صلعم ، ولاسيما من أهل هذا الزمان؛ لقصور هممهم في الضبط، وتقصيرهم في النقل.
          واعلم أن طريقة البخاري ☼ في الأحكام التي يقع فيها الاختلاف أن لا يجزم فيها بشيء، بل يوردها على الاحتمال، وهذه الترجمة من ذلك؛ لأن السلف اختلفوا في ذلك عملاً وتركاً مع إجماعهم على الجواز، بل على استحبابه، بل لا يبعد وجوبه في هذا الزمان؛ لقلة اهتمام الناس بالحفظ، ولو لم يكتب يخاف عليه من الضياع والاندراس، وسيأتي تحقيقه إن شاء الله تعالى [خ¦112].