نجاح القاري لصحيح البخاري

باب السمر بالعلم

          ░41▒ (بابُ) بالإضافة إلى قوله: (السَّمَرِ) هو بفتح الميم، الحديث بالليل قبل النوم، وبهذا يظهر الفرق بين هذه الترجمة والتي قبلها، ويقال: بإسكان الميم، وقال القاضي عياض: الأول: هو الرواية.
          وقال ابن سراج: الإسكان أولى، وضبطه بعضهم به، وأصله لون القمر لأنهم كانوا يتحدثون في ضوئه، ومنه: الأسمر تشبيهاً بذلك اللون، والسامر أيضاً: السُّمار، وهم القوم يسمرون كما يقال للحجاج: حاج، قال الله تعالى: {سَامِراً تَهْجُرُونَ} [المؤمنون:67] أي: سماراً.
          (في ِالْعِلْمِ)؛ وفي رواية: <بالعلم>، وفي رواية: <بابٌ> بالتنوين، وقوله: ((السمر)) بالرفع على أنه مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: باب فيه السمرُ بالعلم.
          ووجه المناسبة بين البابين: أن المذكور في الباب السابق العلم والعِظة بالليل، والمذكور في هذا الباب هو السمر بالعلم فتناسبا.