نجاح القاري لصحيح البخاري

باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم

          ░5▒ (بابُ: طَرْحِ)؛ أي: إلقاء (الإِمَامِ الْمَسْأَلَةَ عَلَى أَصْحَابِهِ لِيَخْتَبِرَ)؛ أي: ليمتحن / (مَا)؛ أي: الذي، (عِنْدَهُمْ مِنَ) بيانية (الْعِلْمِ).
          ووجه المناسبة بين البابين نيِّر، فإن الحديث فيهما واحد عن صحابي غير أن الاختلاف في الترجمة، فلذلك أعاد الحديث، وأما التفاوت في متن الحديث فيسير؛ كوجود الفاء في «فحدثوني» في الباب الأول وعدم وجودها في هذا الباب على أن في بعض النسخ كلاهما بالفاء.
          وإنما غير رجال الإسناد؛ تنبيهاً على أن الحديث وصل إليه بإسنادين وعلى تعدد مشايخه، واتساع روايته، حتى إنه ربما أخرج حديثاً واحداً من شيوخ كثيرة كما ستقف عليه، وإنما اختار الإسناد الأول في الباب الأول، والثاني في الثاني؛ لأن المقامين مختلفان فرواية قتيبة إنما كانت في مقام بيان التحديث، ورواية خالد في مقام بيان طرح المسألة فراعى المقامين فلله دره.