نجاح القاري لصحيح البخاري

باب من قعد حيث ينتهي به المجلس

          ░8▒ (بابٌ: مَنْ قَعَدَ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ) أي: بذلك القاعد (الْمَجْلِسُ) فاعل «ينتهي»؛ أي: هذا باب يتعلق بمن قعد في آخر المجلس (وَمَنْ رَأَى فُرْجَةً) بضم الفاء وفتحها لغتان / وهي الخلل بين الشيئين كما قال النووي، وقال النحاس: (الفَرجة بالفتح في الأمر، والفُرجة بالضم فيما يرى في الحائط ونحوه)، وفي ((العباب)): (الفِرجة _بالكسر_ والفُرجة بالضم لغتان في فرجة الهم)، وقال أيضاً: (الفَرجة _بالفتح_ التفصي من الهم)، وقال الأزهري: (الفرجة الراحة من الغم، وذكر فيها _فتح الفاء وضمها وكسرها_ وقد فرج له في الحلقة والصف ونحو ذلك _بفتح العين يفرُج بضمها_)، ولم يذكر الجوهري في الفرجة بين الشيئين غير الضم، وفي التفصي من الهم غير الفتح وأنشد عليه:
ربَّما تُكره النُّفوس من الأمرِ                     له فُرجة كحلِّ العِقَال
          (فِي الْحَلْقَةِ) (1) ؛ بإسكان اللَّام، وحكى الجوهري فتحها، والأول أشهر حتى قال ابن السكيت: (سمعت أبا عمرو الشيباني يقول: ليس في كلام العرب حلقة بالتحريك إلا في قولهم هؤلاء حلقة للذين يحلقون الشَّعر جمع: حالق، وهي كل مستدير خالي الوسط، والجمع حَلَق بفتح الحاء واللام على غير القياس)، وقال الأصمعي: (الجمع الحلق مثل بدرة وبدر، وقصعة وقصع)، وحكى يونس عن أبي عمرو بن العلاء حلقات، وقال ثعلب: (كلُّهم يجيز ذلك على ضعف)، وإنما قال في الحلقة ولم يقل في المجلس ليطابق لفظ الحديث الآتي [خ¦66] وقال أولاً: المجلس دون الحلقة؛ إشعاراً بأن حكمهما فيما نحن فيه واحد.
          ووجه المناسبة بين البابين: أن الباب الأول فيه ذكر المناولة وهي تكون في مجلس العلم، وهذا الباب في بيان أن من يأتي مجلس العلم كيف يقعد إذ المراد من المجلس والحلقة مجلس العلم وحلقته.


[1] للباب تتمة وهي ((فجلس فيها)) لم يذكرها المصنف في الكتاب ولا بد من ذكرها لتمام الكلام.