نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الرحلة في المسألة النازلة وتعليم أهله

          ░26▒ (باب الرِّحْلَةِ) بكسر الراء، وقد يروى بفتحها أيضاً بمعنى الارتحال من رحل يرحل: إذا مضى في سفر، ورحلت البعير أرحله رحلاً: إذا شددت عليه الرحل، وهو للبعير أصغر من القتب، وهو من مراكب الرجال دون النساء، وأما الرُّحلة _بالضم_ فهي الجهة التي تقصده، وقد يطلق على من يرتحِل إليه. قال أبو عمرو: يقال: أنتم رُحلتي؛ أي: الذي أرتحل إليهم، وقد وقع في نسخة: بضم الراء.
          (فِي الْمَسْأَلَةِ النَّازِلَةِ) بالمرء (وَتَعْلِيمِ أَهْلِهِ) بالجر عطفاً على «الرحلة»، وهذا اللفظ في رواية كريمة وأبي الوقت فقط، وليس في رواية غيرهما، والصواب حذفه؛ لأنه يأتي في باب آخر.
          ووجه المناسبة بين البابين: أن المذكور في الباب الأول هو التحريض على العلم والمحرِّضُ من شدة حرصه قد يرحل إلى المواضع لطلب العلم ولا سيما لنازلة تنزل به، فإن قلت: قد تقدم باب «الخروج في طلب العلم» [خ¦78] وهذا الباب أيضاً بهذا المعنى فيكون تكراراً، فالجواب: أن هذا الباب في طلب مسألة خاصة وقعت للشخص ونزلت به وذلك ليس كذلك.