إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أشيروا أيها الناس علي أترون أن أميل

          4178- 4179- وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثني“ (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) المسنَديُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بن عُيينة (قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ) محمد بن مسلمِ ابن شهابٍ (حِينَ حَدَّثَ هَذَا الحَدِيثَ) الَّذي هذا سنده (حَفِظْتُ بَعْضَهُ) من(1) الزُّهريِّ (وَثَبَّتَنِي) فيما سمعتُه من الزُّهريِّ (مَعْمَرٌ) أي: ابن راشدٍ (عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ) بنِ العوَّام (عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة بعدها راء (وَمَرْوَانَ بْنِ الحَكَمِ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، قَالَا: خَرَجَ النَّبِيُّ صلعم عَامَ الحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِئَةً مِنْ أَصْحَابِهِ) وللأربعة ”من أصحابِ النَّبيِّ“ صلعم (فَلَمَّا أَتَى ذَا الحُلَيْفَةِ) الميقات المعروف (قَلَّدَ الهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ، وَأَحْرَمَ مِنْهَا بِعُمْرَةٍ) وهذا القدر ممَّا ثبَّته فيه مَعمر، كما بيَّنه أبو نُعيمٍ في «مستخرجه»(2)، وقد سبقَ في هذا الباب من روايةِ ابن المَدينيِّ عن سفيان قوله: «لا أحفظُ الإشعار والتَّقليد فيه» [خ¦4157].
          (وَبَعَثَ) ╕ (عَيْنًا) أي: جاسُوسًا (لَهُ مِنْ خُزَاعَةَ) اسمهُ: بُسْر بن سفيانَ _بضم الموحدة وسكون المهملة_ كما ذكرهُ ابن عبد البرِّ (وَسَارَ النَّبِيُّ صلعم حَتَّى كَانَ بِغَدِيرِ الأَشْطَاطِ) بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة بعدها(3) مهملتان بينهما ألف، موضعٌ تلقاءَ الحديبية، وفي نسخة أبي ذرٍّ: بالإعجام والإهمال (أَتَاهُ عَيْنُهُ) بُسر (قَالَ) وفي نسخة ”فقالَ(4)“: (إِنَّ قُرَيْشًا جَمَعُوا لَكَ) بتخفيف الميم (جُمُوعًا، وَقَدْ جَمَعُوا لَكَ الأَحَابِيشَ) بالحاء المهملة وبعد الألف موحدة آخره شين معجمة، جماعات من قبائلَ شتَّى. وقال الخليلُ: أحياءٌ من القارَةِ، انضمُّوا إلى بني ليثٍ في محاربَتِهم قريشًا قبلَ الإسلامِ. وقالَ ابنُ دريدٍ: حلفاء قريشٍ، تحالفُوا تحت جبلٍ يسمَّى: حبيشًا(5)، فسمُّوا بذلك (وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ) بتشديد الدال (عَنِ البَيْتِ) الحرام (وَمَانِعُوكَ) من الدُّخول إلى مكَّة (فَقَالَ) صلعم : (أَشِيرُوا _أَيُّهَا النَّاسُ_ عَلَيَّ، أَتَرَوْنَ) بفتح التاء (أَنْ أَمِيلَ إِلَى عِيَالِهِمْ وَذَرَارِيِّ هَؤُلَاءِ) الكفَّار (الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُدُّونَا عَنِ البَيْتِ؟ فَإِنْ يَأْتُونَا‼ كَانَ اللهُ _ ╡_ قَدْ قَطَعَ عَيْنًا) جاسوسًا (مِنَ المُشْرِكِينَ) يعني: الَّذي بعثه ╕ ، أي: غايته أنَّا كنَّا كمَن لم يبعثِ الجاسوسَ ولم يعبُرِ(6) الطَّريق وواجهَهُم بالقتالِ (وَإِلَّا) بأن لم يأتُونا (تَرَكْنَاهُمْ مَحْرُوبِينَ) بالراء المهملة(7) والموحدة، مسلُوبين منهوبِين الأموالَ والعيالَ (قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ) إنَّك (خَرَجْتَ عَامِدًا لِهَذَا البَيْتِ، لَا تُرِيدُ قَتْلَ أَحَدٍ وَلَا حَرْبَ أَحَدٍ، فَتَوَجَّهْ لَهُ) للبيتِ (فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ / قَاتَلْنَاهُ. قَالَ) صلعم : (امْضُوا عَلَى اسْمِ اللهِ).


[1] في (م) و(د): «عن».
[2] «في مستخرجه»: ليست في (د).
[3] في (ص): «بعدهما».
[4] في (د): «فقال له».
[5] في (ص) و(ل): «حُبْشِيًّا».
[6] في (م) و(د): «يغير».
[7] «المهملة»: ليس في (ص)، وفي (د): «بالحاء المهملة».