إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

معلق عبيد الله بن معاذ: كان أصحاب الشجرة ألفًا وثلاث مئة

          4155- (وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ) بضم العين مصغَّرًا (بْنُ مُعَاذٍ: حَدَّثَنَا أَبِي) معاذُ بن معاذ بن نصرٍ التَّميمِيُّ العنبَريُّ قاضي البصرة، فيما وصله أبو نُعيم في «مستخرجه على مسلمٍ»، قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاج (عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ) بضم الميم وتشديد الراء، أنَّه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى) علقمةَ الأسلمِيُّ ( ☻ ) زاد الأَصيليُّ(1) ”قال“: (كَانَ أَصْحَابُ الشَّجَرَةِ أَلْفًا وَثَلَاثَ مِئَةٍ) هذا ما اطَّلعَ عليه ابنُ أبي أوفى، فلا تنافيَ بينه وبين ما رواه غيره، فكلٌّ أخبرَ(2) بما رأى، والعددُ لا ينفي الزَّائد، وقول ابنِ دِحيةَ: الاختلافُ في عددِهم دالٌّ على أنَّه قيل بالتَّخمين؛ متعقَّبٌ بإمكان الجمع كما مرَّ. وقال البيهقيُّ: إن رواية من قال: ألفًا(3) وأربع مئة أصحُّ. وأغربَ ابن إسحاق فقال: إنَّهم كانوا سبع مئةٍ، وقاله استنباطًا من قول جابر: نحرنا البدنةَ عن عشرة، وكانوا نحرُوا سبعين بدنة، ولا دَلالةَ فيه لِمَا قاله؛ فإنَّه لا يدلُّ على أنَّهم لم ينحَرُوا غير البدنِ، مع أنَّ بعضَهُم لم يكن أحرمَ أصلًا (وَكَانَتْ(4) أَسْلَمُ) القبيلةُ المشهورةُ (ثُمْنَ المُهَاجِرِينَ) وجزم الواقديُّ: بأنَّ أسلمَ كانت في غزوة الحُدَيبية مئة، وحينئذٍ فالمهاجرونَ كانوا‼ ثمان مئةٍ (تَابَعَهُ) أي: تابعَ عبيدَ الله بن معاذٍ (مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) الملقب ببُنْدار، فيما وصله الإسماعيليُّ عن أبي عبد الكريمِ(5) عن بندارٍ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ) سليمان الطَّيالسيُّ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاج.


[1] «زاد الأصيلي»: ليس في (د).
[2] في (ص): «أخبرني».
[3] في (د): «ألف».
[4] في (د): «وكان».
[5] في «الفتح»: «ابن عبد الكريم»، فليدقق.