إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: قال أصحابه هنيئًا مريئًا فما لنا فأنزل الله{ليدخل}

          4172- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ) بنِ الحُصَين السُّرْمَارِي قال: (حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ) بضم العين، ابنِ فارسٍ البصريُّ قال: (أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاج (عَنْ قَتَادَةَ) ابنِ دِعامة (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ☺ ) أنَّه قال في قوله تعالى: ({إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا}[الفتح:1] قَالَ): هو (الحُدَيْبِيَةُ) أي: الصُّلح الواقع فيها؛ لمَا آل فيه من المصلحة التَّامَّة العامَّة (قَالَ أَصْحَابُهُ) صلعم : (هَنِيئًا) لا إثمَ فيه (مَرِيئًا) لا داءَ(1) فيه، ونُصِبا على المفعول، أو الحال، أو صفة لمصدرٍ محذوفٍ، أي: صادفت، أو عِش(2) عَيْشًا هَنِيئًا مَرِيئًا يا رسولَ الله، غفرَ(3) الله لكَ ما تقدم من ذنبك وما تأخَّر (فَمَا لَنَا؟) أي: فأيُّ شيءٍ لنا وما حكمنا فيه؟ (فَأَنْزَلَ اللهُ) تعالى: ({لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}[الفتح:5]) وثبت: «{تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}» في رواية أبي ذرٍّ والأَصيليِّ.
          (قَالَ شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاجٍ: (فَقَدِمْتُ الكُوفَةَ فَحَدَّثْتُ بِهَذَا...) الحديث، (كُلِّهِ عَنْ قَتَادَةَ) بنِ دِعامة (ثُمَّ رَجَعْتُ) إلى قتادةَ (فَذَكَرْتُ) ذلك (لَهُ، فَقَالَ: أَمَّا)‼ تفسيرُ ({ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ }) بالحديبية (فَعَنْ أَنَسٍ) رويته (وَأَمَّا هَنِيئًا مَرِيئًا فَعَنْ عِكْرِمَةَ) رويته، وحاصله: أنَّه روى بعضه عن هذا، وبعضه عن الآخر.
          وهذا الحديثُ أخرجه أيضًا في «التَّفسير» [خ¦4834]، وكذا النَّسائيُّ.


[1] في (م): «أذى».
[2] في (م) و(د): «عشت».
[3] في (د): «ما غفر».