التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب

          ░50▒ بَابٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ.
          ذَكَرَ فِيْهِ أحاديثَ:
          6541- أحدُها: حَدِيْثُ ابْنِ عَبَّاسٍ. وسَلَفَ فِي الطِّبِّ بِطُولِه [خ¦5705] وفي إسنادِه أَسِيدُ بنُ زَيْدٍ، وهو بِفَتْحِ أوَّلِه، وجدُّه نُجَيحٌ أبو محمَّدٍ الكوفيُّ الجَمَّال مولى صالحِ بن عليٍّ، ضعَّفهُ ابنُ مَعِينٍ والدَّارَقُطْنِيُّ، وأطلقَ التَّرْكَ عليه النَّسائيُّ، وقال ابنُ عَدِيٍّ: عامَّةُ مَا يرويهِ لا يُتَابَع عليه، والبُخَاريُّ أخرج له وَحْدَه مقرونًا.
          6542- ثانِيها: حَدِيْثُ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ مِثْلَهُ.
          6543- ثالثُها: حَدِيْثُ سَهْلٍ. سَلَفَ فِي صِفَةِ الجَنَّة [خ¦3247].
          6544- رابعُها: حَدِيْثُ ابْنِ عُمَرَ ☻: (يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ: يَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ الجنَّةِ لَا مَوْتَ، خُلُودٌ).
          6545- خامسُها: حَدِيْثُ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم: (يُقَالُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ خُلُودٌ لَا مَوْتَ، وَلِأَهْلِ النَّارِ يَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ لَا مَوْتَ).
          الشَّرح: قولُه فِي الحَدِيْث الأوَّلِ: (وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ وَمَعَهُ النَّفَرُ) النَّفَرُ: مِن الثَّلاثةِ إِلى العشَرَةِ.
          واحتَجَّ به مَن قال بِكراهةِ التَّداوي، وكلُّ مذاهب العلماءِ عَلَى خلافِه. وقد ذَكَرَ ◙ منافِعَ الأدويةِ كما سَلَفَ وتَدَاوى وأَمَرَ به، وقد يُحمَلُ عَلَى مَن يَعتقدُ أنَّها مُبرِئةٌ بَطبْعِها كما يقولُه بعض الطَّبائعيِّينَ، فيُفوِّضون أمورَهم إِلَى اللهِ تَعَالَى، وقيل: المعنى مَن اتَّخَذَ ذَلِكَ معاذَه. وقد كوى الشَّارعُ سَعدًا واكتوى ابنُ عُمَرَ وعِمرانُ بن حُصينٍ وخبَّابُ، وخلقٌ مِن الصَّحابة.
          والزُّمْرَةُ الجماعةُ مِن النَّاس. و(البَدْرِ) سُمِّيَ لِتَمامِه، أو لأنَّه يسبِقُها قبل أَنْ تغيبَ هي، كأنَّه يُعاجِلها المغيبَ. ووَقَعَ للدَّاودِيِّ حكايةٌ أنَّه لمبادرةِ القمرِ الشَّمسَ فِي صبيحتِها، تكونُ الشَّمسُ مِن المشرِقِ وهو مِن المغرِبِ. والمعروفُ الثَّاني.