التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: لينظر إلى من هو أسفل منه ولا ينظر إلى من هو فوقه

          ░30▒ بابٌ لِيَنْظُر إلى مَن هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ، وَلَا يَنْظُرْ إلى مَن هُوَ فَوْقَهُ.
          6490- ذكر فيه حديث أبي هُرَيْرَةَ ☺، عن رسول الله صلعم قال: (إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي المَالِ وَالخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ).
          هذا الحديث جامعٌ لمعاني الخير كما قال الطَّبَرِيُّ، وذلك أنَّ العبدَ لا يكون بحالٍ مِن عبادة ربِّه مجتهدًا فيها إلَّا وجدَ مَن هو فوقه في ذلك، فمتى طلب نفسه باللَّحاق بمن هو فوقه استقصرَ حالَهُ التي هو عليها فهو أبدًا في زيادةِ تقرُّبه مِن ربِّه.
          ولا يكون على حالةٍ خسيسةٍ مِن دنياه إلَّا وجد مِن أهلها مَن هو أخسُّ منه حالًا؛ فإذا تأمَّلَ الشخص ذلك وتفكَّر وتبيَّن نِعَمَ الله تعالى عليه عَلِم أنَّها وصلت إليه ولم تَصِل إلى كثيرٍ مِن خَلْقِهِ، فضَّله الله تعالى بها مِن غير أمرٍ أوجبَ ذلك له على خالقه، ألزمَ نفسه مِن الشكر عليها أن وُفِّقَ لها ما يُعْظُمُ به اغتباطه في معادِهِ.