التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الرجاء مع الخوف

          ░19▒ بابُ الرَّجَاءِ مَع الخَوْفِ.
          وقال سُفْيَانُ: ما في القُرآنِ آيةٌ أَشَدُّ عليَّ مِن {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ} [المائدة:68].
          هذا مذكورٌ في تفسيره، والمراد: حتَّى تعملوا بما فيهما عن محمَّدٍ وعيسى ♂، وقيل: مِن صفات نبيِّنا، وقال غيره: أخوفُ آيةٍ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء:123].
          6469- ثمَّ ساق حديث أبي هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: إِنَّ اللهَ خَلَقَ / الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً، فَلَوْ يَعْلَمُ الكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْئَسْ مِنَ الجنَّة، وَلَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللهِ مِنَ العَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ مِنَ النَّار).
          فيهبيانٌ: الرَّحمةُ التي جعل في عباده مخلوقةٌ، وكذلك سائر المئة، بخلاف الرحمة التي هي صِفةٌ مِن صفاته.
          واليأسُ: القُنُوط، يُقال: يئس _بالكسر_ يَيْأَس، وفيه لغةٌ أخرى بكسر الهمزة مِن مستقبله وهو شاذٌّ. قال المبرِّدُ: منهم من يُبْدِلُ في المستقبل الياء الثانية ألفًا فيقول: يائِسُ وياءَسُ، وعلى هذا ما تقدَّم.