التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قوله عز وجل: {إن زلزلة الساعة شيء عظيم}

          ░46▒ بَابٌ {إنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج:1]
          {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ} [النجم:57] {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} [القمر:1].
          6530- ثمَّ ساقَ حَدِيْث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ☺، قَالَ: (يَقُولُ اللهُ ╡: يا آَدَمُ) الحديث بِطُولِه، وقد سَلَفَ [خ¦3348].
          قال عَلْقَمَةُ:{زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ} قبل القِيامة، وحَدِيْثُ الباب: (أَخْرِجْ بَعْثَ النَّار) (فَذَلِكَ حِيْنَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا).
          و(سُكَارَى) أَي مِن العذاب والخوف، (وَمَا هُمْ بِسُكَارَى) مِن الشَّرابِ.
          وقَوْلُهُ: (فَذَلِكَ حِيْنَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ...) إِلَى آخرِه، قَالَ الدَّاودِيُّ: هَذَا كقولِه {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة:7] وما فوقَها داخلٌ فِي حُكمِها وَأَوْكَدُ منها، وَكذلكَ شَيْبُ الكبيرِ، وتَضَعُ الحواملُ فيصيرُ السِّقْطُ رَجُلًا، فَوِلْدَانُ المسلمينَ يشفعون لآبائِهم، واللهُ أعلمُ بما يُصنَعُ بِبَنِي الكفَّارِ. قلتُ: المختارُ أنَّهم فِي الجنَّةِ.
          واحتَجَّ بهذه الآيَة مَن يرى أَنَّ المفقودَ يُسمَّى شيئًا، وَهو معهودٌ خلافًا للأشْعريَّةِ، وانفصلوا بأنَّ التَّقديرَ:{إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ} إِذَا حضرتْ أو وُجِدَتْ {شَيْءٌ عَظِيمٌ}.
          وقَوْلُهُ: (شَطْرَ أَهْلِ الجنَّة) أَي نِصفَها.
          وقَوْلُهُ: (أَوْ كَرَقْمَةٍ فِي ذِرَاعِ الحِمَارِ) قَالَ الجَوهَرِيُّ: الرَّقْمَتَانِ هَنَتَانِ فِي قوائمِ الشَّاءمتقابِلَتانِ كالظُّفرينِ، وَرَقْمَتَا الحِمَارِ والفَرَسِ اللَّتان بباطنِ أَعْضَادِهما. وقَالَ الدَّاودِيُّ: الرَّقْمَةُ فِي ذِرَاعِ الحمارِ الشَّيءُ المستديرُ الَّذِي لا شَعَرَ فِيْهِ، وسُمِّيتْ بِذَلِكَ لأنَّها كالرَّقْمِ.