التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من جعل لأهل العلم أيامًا

          ░12▒ بَاب / مَنْ جَعَلَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَيَّامًا مَعْلُومَةً
          70- حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: (كَانَ عبد الله يُذَكِّرُ النَّاسَ فِي كُلِّ خَمِيسٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّهُ يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، وَإِنِّي أَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلعم يَتَخَوَّلُنَا بِهَا، مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا).
          الكلام عليه مِنْ وجوهٍ:
          أحدها: قدَّمت لك في الباب الماضي تعداد البخاريِّ له في مواضع منها هذا.
          ثانيها: في التَّعريف برواته:
          وقد سلف التَّعريف بأبي وائلٍ [خ¦48] وعبد الله [خ¦32]، وأمَّا منصورٌ فهو ابن المُعتَمر بن عبد الله بن رُبيعة، ويقال: ابن المُعتَمر بن عَتَّاب بن عبد الله بن رُبيعة بضمِّ الرَّاء أبو عتَّابٍ السُّلَميُّ مِنْ أئمَّة الكوفة.
          روى عن أبي وائلٍ وزيد بن وهبٍ، وعنه: السُّفيانان وخلقٌ.
          وهو ثبتٌ ثقةٌ أريد على القضاء فامتنع، قيل: صام أربعين سنةً وقام ليلها، وقيل: ستِّين سنةً، وعَمِش مِنَ البكاء، مات سنة ثلاثٍ، وقيل: اثنتين وثلاثين ومائةٍ.
          وأمَّا جريرٌ فهو: ابن عبد الحميد الضَّبِّيُّ القاضي، عالم أهل الرَّيِّ، ذو التَّصانيف، روى عن منصورٍ وحصينٍ وغيرهما، وعنه: أحمد وابن معينٍ وغيرهما. وهو ثقةٌ كثير العلم يُرحَل إليه، ولد سنة مات الحسن سنة عشرٍ ومائةٍ، ومات سنة ثمانٍ أو سبعٍ وثمانين ومائةٍ، ونسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ.
          وأمَّا عثمان بن أبي شيبة فهو: الحافظ أبو الحسن عثمان بن محمَّد بن إبراهيم بن أبي شيبة بن عثمان بن خُوَاسْتيِّ بضمِّ الخاء المعجمة وبسينٍ مهملةٍ ثمَّ مثنَّاةٍ فوق العبسيُّ الكوفيُّ.
          أخو أبي بكرٍ وقاسمٍ، وهو أكبر مِنْ أبي بكرٍ بثلاث سنين، وأبو بكرٍ أجلُّ منه، والقاسم ضعيفٌ، / رحل وكتب، وعنه: الذُّهليُّ والبخاريُّ ومسلمٌ وأبو داود وابن ماجه، وروى النَّسائيُّ عن رجلٍ عنه في «اليوم واللَّيلة» وهو ثقةٌ.
          قال أحمد: ما علمت إلَّا خيرًا. وأثنى عليه، وكان ينكر عليه أحاديث حدَّث بها، منها: حديث جريرٍ عن الثَّوريِّ عن ابن عقيلٍ عن جابرٍ قال: ((شهد النَّبيُّ صلعم عيدًا للمشركين))، مات سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين.
          ثالثها: في ضبط لفظه وفوائده، وقد سلفت في الباب قبله.
          وفيه: بيان ما كانت الصَّحابة عليه مِنَ الاقتداء بفعله، والمحافظة على استعمال سُنَّته وتجنُّب مخالفته لعلمهم بما في موافقته مِنْ عظيم الأجر، وما في مخالفته من الوعيد والزَّجر، أعاننا الله على ذلك.