عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

والمستفاد من الحديث
  
              

          والمُستفَادُ مِن الحديثِ:
          أنَّ أفضل الأيَّام عاشوراء، قال: فما التلفيقُ بينهما؟ فأجابَ: بأنَّ عاشوراءَ أفضلُ مِن جهة الصوم فيه، وعرفة أفضلُ مِن جهةٍ أخرى، قال: ولو جعل الهاءَ في «فضله» راجعًا إلى «الصيام»؛ لَكانَ سقوطُ السؤالِ ظاهرًا.
          قُلْت: فيه نظرٌ لا يخفى، وقيل: إِنَّما جمع ابنُ عَبَّاسٍ بينَ عاشوراءَ ورمضانَ وإن كان أحدهما واجبًا والآخر مندوبًا؛ لاشتراكهما في حصول الثواب؛ لأنَّ معنى (يَتَحَرَّى) أي: يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه.
          قُلْت: فيه نظرٌ لا يخفى؛ لأنَّ الاشتراكَ في الثواب غيرُ مقصورٍ عليهما؛ فافهم.