عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث: كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية
  
              

          2002- [(ص) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ؛ تَرَكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ.
          (ش) مطابقتُه مثلُ مطابقةِ الحديث الذي مضى في أَوَّل الباب، وهو طريقٌ آخَرُ عن عائشة.
          قوله: (يَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ) يعني: قبلَ الإسلام.
          قوله: (وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم يَصُومُهُ) يعني: قبلَ / الهجرة، وقال بعضهم: إنَّ أهل الجاهليَّة كانوا يصومونه، وإنَّ النَّبِيَّ صلعم كانَ يصومه في الجاهليَّة؛ أي: قبل أن يهاجر إلى المدينة انتهى.
          قُلْت: هذا كلامٌ غيرُ مُوَجَّهٍ؛ لأنَّ الجاهليَّة إِنَّما هي قبلَ البعثة، فكيف يقول: وإنَّ النَّبِيَّ صلعم كان يصومُه في الجاهلية، ثُمَّ يفسِّره بقوله: أي: قبل الهجرة، والنَّبِيُّ صلعم أقامَ نبيًّا في مكَّة ثلاثَ عشرةَ سنةً؟! فكيفَ يقال: صومُه كان في الجاهليَّة؟!
          قوله: (فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ) وكان قدومُه في ربيع الأَوَّل.
          قوله: (صَامَهُ) أي: صامَ يومَ عاشوراء على عادته.
          والحديثُ أخرجه النَّسائيُّ أيضًا بإسنادِ البُخَاريِّ، وهذا أيضًا يدلُّ على النَّسْخ.]