نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث عائشة: كانت تكره أن يجعل المصلي يده في خاصرته

          3458- (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ) قال: (أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ) هو: ابنُ عيينة (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان بن مهران (عَنْ أَبِي الضُّحَى) بضم المعجمة مقصوراً، هو: مسلمُ بن صُبَيْح (عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ ♦) أنَّها (كَانَتْ تَكْرَهُ أَنْ يَجْعَلَ) أي: المصلِّي (يَدَهُ فِي خَاصِرَتِهِ) والخاصرة: الشَّاكلة (وَتَقُولُ: إِنَّ الْيَهُودَ تَفْعَلُهُ) وهذا وإن كان مطلقاً لكنه مقيَّد بحال الصَّلاة، ويدلُّ على ذلك ما رواه أبو نعيم من طريق أحمد بن الفرات، عن محمَّد بن يوسف، شيخ البخاري فيه بلفظ: أنَّها كرهت الاختصارَ / في الصَّلاة وقالت: ((إنَّما يفعل ذلك اليهود)).
          ووقع عند الإسماعيلي من طريق يزيد بن هرون، عن سفيان وهو الثَّوري بهذا الإسناد تعني: وضع اليد على الخاصرة في الصَّلاة، ويقال: هو فعل الجبابرة، ويقال: استراحة أهل النَّار، ويقال: هو فعل من دهته مصيبة، ويقال: لما طُرِدَ الشَّيطانُ نَزَلَ إلى الأرض مختصراً.
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة ظاهرة.
          (تَابَعَهُ) أي: تابع سفيان (شُعْبَةُ) في رواية هذا الحديث (عَنِ الأَعْمَشِ) وصل هذه المتابعة ابنُ أبي شيبة من طريقه.