نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الماء الدائم

          ░68▒ (بابُ البَوْلِ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ) أي: الساكن والراكد، وهو الذي لا يجري؛ يقال: دوَّم الطائر تدويماً إذا صَفَّ جناحيه في الهواء فلم يحركهما، وفي رواية الأصيلي: <باب لا تبولوا في الماء الدائم>، وفي بعض النسخ: <باب الماء الدائم>، وفي بعضها: <باب البول في الماء الدائم الذي لا يجري>، ونفس الدائم: هو الذي لا يجري، وذكر قوله بعد ذلك: «الذي لا يجري» يكون تأكيداً لمعناه، وصفة موضحة له، وقيل: للاحتراز عن راكدٍ لا يجري بعضُه كالبِرَك ونحوها، واللام فيه إما لبيان حقيقة الجنس أو للعهد الذهني، وهو الماء الذي يريد المكلف التوضؤ به، أو الاغتسال منه.
          ووجه المناسبة بين البابين أن الباب السابق في باب السمن والماء الذي تقع فيه النجاسة، وهذا الباب في بيان الماء الراكد الذي يبول فيه الرجل فيتقاربان في الحكم.