نجاح القاري لصحيح البخاري

باب غسل الرجلين إلى الكعبين

          ░39▒ (باب غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) أي: في الوضوء، والكعبان هما العظمان الناشزان عند ملتقى الساق والقدم، قيل: وحكى محمد بن الحسن عن أبي حنيفة أنه العَظْم الذي في ظهر القدم عند مَعْقِد الشِّرَاك، وروي عن أبي القاسم، عن مالك مثله، والأول هو الصحيح الذي يعرفه أهل اللغة، وقد أكثر المتقدمون من الردِّ على من زعم ذلك، ومن أوضح الأدلة فيه حديث النُعمان بن بشير الصحيح في صفة الصلاة: «فرأيت الرَّجل منا يُلزِقُ كعْبَه بكعْبِ صاحبه».
          وقال محمود العيني: هذا مُخْتَلق على أبي حنيفة ولم يَقُلْ به أصلاً، بلى نُقِلَ ذلك عن محمد بن الحسن، وهو أيضاً غلط ؛ لأن محمداً إنما رأى ذلك في حديث قطع المُحْرِم الخفين إلى الكعبين إذا لم يجد النعلين.