نجاح القاري لصحيح البخاري

باب حمل العنزة مع الماء في الاستنجاء

          ░17▒ (باب حَمْلِ الْعَنَزَةِ) بفتح العين المهملة والنون والزاي، عصاً أقصر من الرُّمح لها سِنَان، وقد وقع في رواية كريمة في آخر حديث الباب: <العنزة عصاً عليها زُج> بزاي مضمومة وجيم مشددة ؛ أي: سنان.
          وفي ((العُباب)): الزُّجُّ: نصل السَّهم والحديدة في أسفل الرمح، والجمع: زِجَجَة وزِجَاج، ولا تقل: أَزِجة، وقيل: هي أطول من العصا وأقصر من الرمح، وفي طرفها زجٌّ كزُجِّ الرُّمح، وجزم القرطبي: بأنَّها عصى مثل نصف الرمح أو أكبر وفيها زجٌّ، ونقله عن أبي عبيد، وفي ((غريب ابن الجوزي)) أنها مثل الحربة.
          قال الثعالبي: فإن طالت شيئاً فهي النيزك، فإذا زاد طولها وفيها سنان عريض فهي آلة وحربة، وعبارة الداودي: العنزة العكاز أو الرمح أو الحربة أو نحوها يكون في أسفلها قرن أو زجٌّ، وقال الحربي عن الأصمعي: العنزة ما دوِّر نصله، والآلة الحربة العريضة النَّصل، وقيل: الحربة ما لم يَعْرُض نصله.
          وفي البخاري: قال الزبير بن العوام ☺: رأيت سعيد بن العاص، وفي يدي عَنَزَةٌ فأطعن بها في عينه حتى أخرجتها متفقئة عليها حدقته، فأخذها رسول الله صلعم فكانت تحمل بين يديه، وبعده بين يدي أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ♥ ، ثمَّ طلبها ابن الزبير ☻ فكانت عنده حتَّى قتل.
          وفي ((مفاتيح العلوم)) لأبي عبد الله محمد بن أحمد الخوارزمي: هذه الحربة، وتسمَّى العنزة، كان النَّجاشي أهداها للنَّبيِّ صلعم فكانت تقام بين يديه إذا خرج إلى المصلَّى وتوارثها من بعده الخلفاء ♥ .
          وفي ((الطبقات)) لابن سعد: أنَّ النجاشي أهدى إلى النبي صلعم ثلاث عَنَزَات فأمسك واحدة لنفسه، وأعطى عليًّا واحدة، وأعطى عمر واحدة، وقصَّة الإهداء تؤيِّد كونها على صفة الحربة ؛ لأنها من آلات الحبشة كما سيأتي في العيدين [خ¦973] إن شاء الله تعالى.
          (مَعَ الْمَاءِ فِي الاِسْتِنْجَاءِ) أي: للاستنجاء.