نجاح القاري لصحيح البخاري

باب لا يتوضأ من الشك حتى يستيقن

          ░4▒ (بابٌ) بالتنوين غير مضاف، وفي رواية: <بابُ مَن> بإضافة الباب إلى من الموصولة (لاَ يَتَوَضَّأُ) بفتح أوله على البناء للفاعل (مِنَ الشَّكِّ) أي: لأجله كما في قوله: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} [نوح:26]، وقول الشاعر:
وذلكَ مِن نبأ جاءَني
          والشَّكُّ: مَا استَوَى فيهِ طَرَفا العلمِ والجهلِ فإذا ترجح أحدهما على الآخر، فالطَّرف الرَّاجح ظَنٌّ، والطَّرف المرجوح وَهمٌ، هذا في اصطلاح الفقهاء، وأما بحسب اللُّغة فلا يكاد أن يفرِّق بين هذه الثلاثة.
          (حَتَّى يَسْتَيْقِنَ) / أي: حتى يتيقن، يقال: يقِنت الأمر بالكسر يقيناً وأيقنت واستيقنت وتيقنت كله بمعنى، ووجه المناسبة بين البابين اشتمال كل واحد منهما على حكم من أحكام الوضوء، أما الأول فلأنه في فضل الوضوء وهو حكم من أحكامه، وأما الثاني فلأنه في حكم الوضوء الذي يقع فيه الشك، ولا يؤثر فيه ما لم يحصل اليقين، فتناسقا من حيث إنَّ كلاً منهما في حكم من أحكام الوضوء وإن كانت الجهة مختلفة.