نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الاستنثار في الوضوء

          ░25▒ (باب الاِسْتِنْثَارِ فِي الْوُضُوءِ) وجه المناسبة بين البابين: أن المذكور في هذا الباب بعض المذكور في الباب السابق (ذَكَرَهُ) أي: روى الاستنثار (عُثْمَانُ) بن عفان ☺، وقد أخرجه المؤلِّف موصولاً فيما تقدم [خ¦159] (وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ) / وقد وصله المؤلِّف فيما سيأتي [خ¦185] (وَابْنُ عَبَّاسٍ) ☻ ، وفي رواية بزيادة: <عبد الله> وقد تقدم حديثه موصولاً في باب ((غسل الوجه من غرفة)) [خ¦140].
          وقال الحافظ العسقلاني: وليس فيه ذكر الاستنثار، وكأن المصنف أشار بذلك إلى ما رواه أحمد وأبو داود والحاكم من حديثه مرفوعاً: «استنثِروا مرتين بالغتين أو ثلاثاً»، ولأبي داود الطيالسي: «إذا توضأ أحدكم واستنثر فليفعل ذلك مرتين أو ثلاثاً»، وإسناده حسن، انتهى.
          وتعقبه محمود العيني: بأن في حديث ابن عباس ☻ السابق ذكر الاستنثار، فإن في بعض النسخ ذكر: واستنثر بدل واستنشق وإن قوله: وكأن المصنف أشار...إلى آخره بعيد على ما لا يخفى، أقول: لا يخفى على من تأمل أنه لا يلزم من ذكر الاستنثار بدل الاستنشاق هناك ذكر الاستنثار المراد هاهنا، وأن ما استبعده ليس ببعيد من صنيع المصنف ☼ ، ألا ترى أنه (1) ذكر رواية هؤلاء الصحابة تعليقاً هنا، فتأمل(2) .
          ( ♥ عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) قال صاحب ((التلويح)): وكان ينبغي للبخاري أن يَعُدَّ رواة الاستنثار بعد حديث أبي هريرة ☺، وأن يذكر أيضاً: أبا سعيد الخدري، وعلي بن أبي طالب، ووائل بن حُجْر، ولَقِيط بن صَبِرة، وعائشة، والبَرَاء بن عَازِب، وسَلَمة بن قيس، وأبا ثعلبة، والمقدام بن مَعْدي كَرِب ♥ ، فإن كلهم رَووا حديث الاستنثار عن النبي صلعم ، هذا، وأنت خبير بأنه كَمْ من صحيحٍ عند غيره وهو ليس بصحيح عنده، فلا يلزم ذكر هؤلاء على البخاري ☼ ، فافهم.


[1] في (خ): ((أن)).
[2] في هامش الأصل و(خ): وجه التأمل بظهر النظر إلى ما ينقل عن ((صاحب التلويح)) منه..